رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أول دولة عربية تحظر الكوفية الفلسطينية.. بركاتك يا ”قيس سعيد”

المصير

الإثنين, 3 يونيو, 2024

01:15 م

يبدو أن النظم الحاكمة العربية مصرة على السير في التيار المضاد لرغبات شعوبها، فلم تكد يمض أيام قليلة على التظاهرة المساندة لغزة وفلسطين التي قام بها جمهور فريق الترجي التونسي في مدرجات مباراة ذهاب دوري أبطال إفريقيا الأخيرة، حتى جاء قرار وزارة التربية التونسية منع ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال امتحانات شهادة الثانوية "البكالوريا"، التي ستبدأ الأربعاء 5 يونيو الجاري ليثير الجدل في الشارع التونسي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم تبرير الوزارة قرارها ب "مخاوف من احتمال استخدامها في الغش"، إلا أن دعوات انتشرت بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض المنع، والتنديد بالقرار الذي اعتبروه "قمعاً" لتعبير رمزي عن التضامن مع الفلسطينيين، فيما أطلق نشطاء في الجزائر مبادرة مضادة تدعو الطلاب إلى حضور الامتحانات مرتدين الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن التضامن مع غزة والقضية الفلسطينية.

ووفق بيان وزارة التربية الذي نشرت تفاصيله وسائل إعلام تونسية، فإنه "يحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية أو أي نوع من اللباس يثير شبهة في سلوك المترشح (المتقدم) إلى امتحان البكالوريا داخل قاعات الامتحان".

وزعمت الوزارة أن هناك محاولات "لاستغلال مواقف وتوجهات الدولة التونسية لمساندة فلسطين وكل الشعوب المقهورة في العالم، من خلال محاولة البعض استغلال هذه القضية لإدخال إرباك على سير الامتحانات الوطنية".

*منع الغش أم تخاذل عن نصرة القضية
واعتبر بيان وزارة التربية التونسية أن هناك من قد يستغل هذه الأمور لارتكاب عمليات غش في الامتحانات، على حد زعمها، وذلك بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لارتداء الكوفية الفلسطينية خلال أيام الامتحانات.

ودعت الوزارة أولياء أمور الطلبة إلى ضرورة تفهم قرار منع ارتداء الكوفية الفلسطينية، وتشجيع أبنائهم الذين سيجتازون الامتحان "للنأي بأنفسهم عن كل ما يُعرضهم لشتى أنواع العقوبات، التي لن تتوانى وزارة التربية عن تطبيقها حفاظاً على مصداقية شهاداتها العلمية".

من جهتها، قالت وزيرة التربية التونسية، سلوى العباسي، في تصريحات اليوم الإثنين 3 يونيو، إن قرار منع ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال امتحان الباكالوريا "لا يستهدف القضية الفلسطينية كما يُقال، بل المشكل يكمن في أي لباس يُصعّب ويُعقّد عمليّة المراقبة".

وأضافت الوزيرة، خلال مداخلتها في برنامج إذاعي، أن "موقف تونس من القضية الفلسطينية مثّل استثناءً عجيباً، في وقت تخلّت بعض الشعوب الأخرى عنها"، مشدّدة على أن "الأمر لا يستحقّ أن نضع القضيّة الفلسطينية على محكّ الاختبار أو المساومة".

وأكّدت سلوى العباسي أنّ "وضع القضية الفلسطينية والبكالوريا في موضع مزايدة ومساومة يُعتبر فخاَ أرادوا نصبه لوزارة التربية"، مشددة على أنّ "البكالوريا التونسية فوق كلّ مزايدات والقرار الذي اتُّخذ لا رجعة فيه".

وأوضحت العباسي أنّ "من يرغب في ارتداء الكوفية يمكنه الدخول بها من باب المعهد، ولكن لا يمكنه الدخول بها إلى قاعة الإمتحان".

وجاء بيان وزارة التربية التونسية بعد أن رصدت انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال امتحانات البكالوريا التي ستجرى في تونس في الفترة ما بين 5 و12 يونيو، حيث طلبت الدعوات من تلاميذ البكالوريا في تونس توحيد زيّ اجتيازهم لمناظرة شهادة ختم التعليم الثانوي، "البكالوريا"، وذلك عبر ارتداء الكوفية الفلسطينية، "دعماً للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم".
*سهام النقد تطال قيس سعيد
وأثار قرار منع ارتداء الكوفية الفلسطينية الذي أصدرته وزارة التربية التونسية جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقد للقرار يرى في ذلك "أضعف الإيمان" لدعم المقاومة، ومؤيد للقرار يرى في ارتداء الكوفية "تشويشاً على تركيز التلاميذ خلال الامتحانات".

فيما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر منشورات تدعو الطلبة لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا في الجزائر مرتدين الكوفية الفلسطينية نصرة للقضية، وتعبيراً رمزياً عن التضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام جزائرية، أن أصحاب الحملة يسعون إلى تعميم الفكرة كي تمس جميع الطلبة المسجلين لاجتياز الامتحان المصيري، مشيرة إلى أن الحملة في الجزائر لم تسلم أيضا من الجدل، حيث اعتبرها البعض خطوة جيدة لنصرة فلسطين، فيما رآها آخرون نوعاً من التمادي في مقاومة إسرائيل بـ "الفلكلور"، عوضاً عن العلوم والاختراعات والاعتماد على العقل.

وقال نشطاء إن الفكرة تستحق التشجيع، خاصة أن الحملة التي مست دولاً عربية كتونس ومصر، جاءت تحت شعار "انصر القضية بنجاحك"، بينما شكك البعض في نوايا الطلبة وقال إنها "ستستخدم في التغطية على الغش في البكالوريا، وأنها مجرد حيلة للربح في التجارة بالشعارات"، وفق ما ذكرته صحيفة "الشروق" الجزائرية.

ورغم أن القرار التونسي صادر عن وزارة التربية التونسية فقد امتدت توابعه لتنال الرئيس التونسي قيس سعيد بالنقد حيث اتهمه البعض بإدعاء الناصرية كذبا ورفع الشعارات العروبية المزيفة لدعم القضية الفلسطينية فيما تأتي قرارات الدولة الرسمية مناقضة لذلك.

والجدير بالذكر أن قيس سعيّد كان من أوائل المرشحين المعلنين في الانتخابات الرئاسية التونسية 2019، أثناء ترشحه كمحافظ اجتماعي مستقل، سعى إلى جذب الناخبين الشباب، بشعارات غازلت جميع الفئات من إسلاميين ويساريين وناصريين، وطرح خطة لمكافحة الفساد،
ومعارضة تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، مؤكدا أن إسرائيل في حالة حرب مع العالم الإسلامي، ويجب محاكمة أي زعيم مسلم يقوم بتطبيع علاقة بلاده مع الصهاينة بتهمة الخيانة.

*الكوفية الفلسطينية تجتاح العالم

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، في 7 أكتوبر الماضي، خرج مئات الآلاف حول العالم في مَسيرات حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث ظلت الكوفية الفلسطينية حاضرة دائماً.

وقال توم مارتان، الناطق باسم حركة "فلسطين ستنتصر" في فرنسا، إن "أكثر من كونها رمزاً للنضال الفلسطيني، أصبحت الكوفية أيقونة للنضالات ضد الإمبريالية والاستعمار في جميع أنحاء العالم".

وأضاف أنه "يجري ارتداؤها في كل مكان لتأكيد أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر هو جزء لا يتجزأ من النضال الأكبر من أجل تحرير الجميع"، وفق ما صرح به لموقع قناة "TRT عربي".

وفي شكلها التقليدي، الكوفية هي غطاء رأس الفلاحين في فلسطين، إذ يجري تثبيتها عادة بواسطة عقال يكون في الغالب أسود اللون، وهذا قبل أن يبدأ الفدائيون في استخدامها لإخفاء هويتهم، ويلبسها الرئيس الراحل ياسر عرفات منذ الستينيات رمزاً لمقاومة الشعب الفلسطيني.