رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

فقد ذراعه بدون تخدير.. آدم أول طفل فلسطيني من غزة يتلقي العلاج فى لبنان!

المصير

الجمعة, 31 مايو, 2024

09:28 م

فقد ذراعه بدون تخدير.. آدم أول طفل جريح من غزة يتلقي العلاج في لبنان


كتب - شريف سمير :

كان حلم الطفل آدم عفانة (5 سنوات) أن يصبح شرطيا للحفاظ على سلامة البشر، ويرتدي زي الواجب المقدس .. وذلك قبل أن يفقد والده وإخوته وأبناء عمومته وكل ذراعه اليسرى تقريبا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة قبل سبعة أشهر .. ويصبح أول طفل فلسطيني مصاب في حرب إسرائيل على قطاع غزة يصل إلى لبنان، حيث يتلقى العلاج في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت بمساعدة من صندوق غسان أبو ستة للأطفال.

** الضحكة الحزينة!

وفي غرفة يغمرها ضوء الشمس في المستشفى، يلعب آدم بمجسمات أبطال خارقين ويشاهد مقاطع فيديو على جهاز آيباد .. يضحك آدم ويمزح مع عمه وطاقم التمريض، لكنه يرد بإجابات مقتضبة فقط عند سؤاله عن رحلته إلى بر الأمان في بيروت، ويبكي حين يتذكر كيف أصيب وما حدث لأخته وأبيه في مشاهد شديدة المرارة نفسيا!

** رحلة الشقاء!

ويقول الفلسطيني عيد عم آدم :"ضربوا البيت نزل البيت كله فوقيهم أول شيء تصوابوا كلهم يعني كانوا تقريبا فوق العشرين نفر .. أخت لآدم استشهدت على المطرح وعمته لآدم استشهدت على المطرح وسته لآدم أم أمه استشهدت على المطرح .. ثلاثة من أولاد خاله برضوا استشهدوا على المطرح . وأبوه قعد أربع خمسة أيام انتقل من الشمال عملوا العملية في مستشفى الشفا. وقعد يوم والتاني بدأت الأمور تتأزم بردو على منطقة الشفا. نقلوه على مستشفى الوفا يومين وصار معه نزيف واستشهد في ستة أحداش".

** الرجولة في عيون البراءة!

واستقرار آدم الشجاع الصغير في لبنان لم يكن بالمهمة السهلة، فقد أمضى أكثر من 6 أسابيع في غزة بعد إصابته، ما بين محاولات الاحتماء من القصف وخضوعه لعملية جراحية طارئة في ذراعه دون تخدير، وفي أوائل ديسمبر الماضي تمكن عمه من دخول مدينة غزة لمدة يومين فقط قادما من مصر لإخراج آدم ووالدته عبر معبر رفح .. وقال العم عيد إنه لم يستطع التعرف على المدينة وأن المستشفى الأوروبي كان ممتلئا بالمصابين الذين يجري علاجهم على الأرض التي أغرقتها الدماء والأشلاء وأن الأمر كله كان كارثة.

** كارثة رفح!

ورب ضارة نافعة، فقد كان الحظ حليف آدم، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية الشهر الحالي إلى غلق المعبر الرئيسي إلى مصر، مما أدى إلى انقطاع المساعدات ومنع خروج الأعداد الضئيلة التي كانت تغادر القطاع للحصول على للمساعدة الطبية .. وأمضت أسرة آدم ما يقرب من 6 أشهر في مصر، لكن ذراع آدم كانت بحاجة إلى رعاية متخصصة .. وهكذا بدأت محاولات نقله إلى لبنان.

** جروح البراءة!

ومن جانبه، قال رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت فضلو خوري إن الجامعة أجرت مناقشات مكثفة مع السلطات اللبنانية للسماح لآدم بالدخول وسط آمال في أن يكون الطفل هو الأول من بين المزيد من الأطفال الفلسطينيين الذين سيستفيدون من خبرة المستشفى في علاج إصابات الحروب، فيما قالت دانيا دندشلي من صندوق غسان أبو ستة للأطفال إن المنظمة تأمل في علاج 50 طفلا فلسطينيا في المجمل من جرحى الحرب في لبنان خلال العام المقبل.