كتب - شريف سمير :
فتش عن الحرب والدمار لتكتشف عمق الألم الذي يعاني منه جسد الاقتصاد العالمي .. وبدأت رحلة الوجع مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا منذ 10 سنوات، حيث خلفت الأزمة تداعيات كارثية على مختلف القطاعات، بدءا من أسعار الطاقة والغذاء وصولا إلى سلاسل التوريد والنمو الاقتصادي.
** "شرنقة" الأزمة الأوكرانية!
وتركت الحرب بصماتها القاسية في صورة ارتفاع أسعار الطاقة بشكل صاروخي، حيث وصل سعر برميل النفط إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، وفرض ضغوطا هائلة على ميزانيات الدول، خاصة الدول الفقيرة والمستوردة للطاقة.
** سلال القمح والذرة!
وامتدت الفاتورة الباهظة إلى أسعار الغذاء، حيث تعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح والذرة في العالم، مما أدى إلى نقص هذه السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبير ليهدد الأمن الغذائي ملايين الأشخاص حول العالم.
** حركة التجارة الدولية!
ولم تنج سلاسل التوريد من مصيدة الحرب، حيث تعطلت حركة التجارة الدولية، وتم فرض قيود على الصادرات والواردات، مما زاد من تعقيدات سلاسل التوريد العالمية، ورفع تكاليف الشحن والنقل بشكل ملحوظ ..
** سيناريوهات مفتوحة
وعلي مر السنوات الماضية، توقعت العديد من المؤسسات الدولية تباطؤ النمو العالمي، خاصة في أوروبا انطلاقا من أن روسيا شريك تجاري هام للعديد من الدول الأوروبية .. ولاتزال الخسائر الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا مفتوحة الاحتمالات والسيناريوهات لسنوات مقبلة.
** بركان غزة!
لم يلتقط العالم أنفاسه نسبيا من الأزمة الأوكرانية حتي استيقظ علي كابوس العدوان الإسرائيلي الوحشي علي قطاع غزة لتشتعل التوترات في البحر الأحمر بعد استهدف السفن ذات العلاقة بإسرائيل و نتيجة عرقلة سيولة الملاحة في هذا الشريان الحيوي ارتفعت تكاليف الشحن. وعانت مصر بعد هذا التطور حيث تؤكد آخر الإحصائيات أن التداعيات ابتلعت 50% من إيرادات قناة السويس .
** 3 دول تصرخ!
وفي تقييم أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تتكبد مصر ولبنان والأردن خسائر اقتصادية بلغت 10.3 مليار دولار في غضون 3 أشهر فقط، وكلفت حرب غزة الدول الثلاث 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدول الثلاث مجتمعة .. ووفقا للتقييم، من المتوقع أيضا أن يقع 230 ألف شخص إضافي في هذه الدول في براثن الفقر ..
** لكمات اقتصادية عنيفة!
تدفقات اللاجئين، وارتفاع الدين العام، وانخفاض التجارة والسياحة .. أبرز القطاعات الأكثر تأثرا لكونها مصدر حيوي للإيرادات والعملات الأجنبية والتوظيف .. وتمثلت اللكمات الاقتصادية جراء الحرب في انخفاض النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2 في المائة في عام 2023 من 5.6 في المائة في العام السابق.
** ضريبة الأنظمة السياسية!
إنها لعنة الدم والنار .. بكل تداعياتها وانكساراتها .. وتئن الشعوب تحت وطأة غلاء الأسعار وتراجع إنتاج المحاصيل والسلع الأساسية ونفاذ مخزون الطاقة لتسدد ضريبة أنظمة سياسية تؤمن بالحرب وتكفر بالسلام!