رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

يجدد الدماء في عروق الفلسطينيين.. محور فيلادلفيا ”شريان حياة” يحرق أعصاب عصابة الاحتلال!

المصير

الثلاثاء, 28 مايو, 2024

02:14 م

كتب - شريف سمير :

خط أحمر ممنوع الاقتراب منه أو العبث بالسيادة عليه .. هكذا تتعامل الدولة المصرية مع محور فيلادلفيا علي الحدود وترفض بشكل قاطع وجود أي قوات إسرائيلية في المحور حيث لايحق لإسرائيل حسب الاتفاقيات الموقعة منذ معاهدة كامب ديفيد عام 1979 مخالفة الترتيبات الأمنية القائمة بدون موافقة الجانب المصري .. لاسيما وأن مصر قد عززت قواتها عقب الاستهدافات الإسرائيلية لمحور فيلادلفيا، وفي ظل اتجاه كثير من النازحين إلى مدينة رفح الفلسطينية والمناطق الحدودية بل وزادت السلطات المصرية من الحواجز وحصنت محيط أبراج المراقبة والمواقع العسكرية المختلفة في المنطقة العازلة.

** محور استراتيجي حيوي!

محور فيلادلفيا شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومترا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية إسرائيلية، ويمتد المحور من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة ..

** اتفاق ظاهره سلام وباطنه إرهاب!

وفي سبتمبر 2005، تم توقيع "اتفاق فيلادلفيا" بين مصر وإسرائيل يتضمن نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع غزة، وتُقدر تلك القوات بنحو 750 جنديا من حرس الحدود المصري، ومهمتهم تتمحور فقط في مكافحة ما يسمى الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق.
وبذكاء وحكمة الدبلوماسية، تنجح مصر في إجهاض الخطط العسكرية الإسرائيلية للسيطرة علي محور فيلادلفيا، نافية الادعاءات الباطلة حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية عبر أنفاق زعمت إسرائيل وجودها على جانبي الحدود .. وأمام الموقف المصري الثابت، اشتعلت المنطقة بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، لتبدأ قوات الاحتلال بتطويق قطاع غزة من جميع الجهات وتشديد الخناق على الشعب الفلسطيني.

** رئة غزة!

عند هذه النقطة، صار محور فيلادلفيا أحد أهم المناطق الاستراتيجية المستهدفة في الخطة الإسرائيلية لعزل قطاع غزة، وتصاعد قصف الضربات الجوية علي الخط الحدودي الفاصل بين مصر وغزة .. واستهدفت الهجمات الإسرائيلية مواقع على مرمى أمتار من الحدود المصرية مما دفع القيادة السياسية إلي إصدار تحذيرات شديدة اللهجة لإسرائيل من عدم المساس بالأمن القومي وتجنب تصعيد طبول الحرب علي هذا الشريط الحدودي .. وباعتبار المحور أيضا "شريان حياة" للنازحين الفلسطينيين مع إحكام الحصار على القطاع منذ عام 2007 وحرمان شعب بأسره من سد احتياجاته الإنسانية الأساسية، ولم يعد أمامه سوي التعلق بآخر طوق نجاة له من موت محقق وضياع مؤكد!