بكين - خالد عرابي
نظمت وزارة الخارجية الصينية اليوم (الاثنين) مؤتمرا صحفيا بمقر الوزارة بالعاصمة بكين للكشف عن مزيد من التفاصيل حول الاجتماع الوزاري العاشر لـ "منتدى التعاون الصيني- العربي" الذي سينطلق في بكين في الـ 30 من مايو الجاري وذلك بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ لمراسم الافتتاح، حيث سيلقي خطابا هاما.
عقد المؤتمر الصحفي بحضور معالي دنغ لي، نائب وزير الخارجية الصيني، وبحضور لفيف من الإعلاميين الأجانب المعتمدين لدى الصين، وإعلاميين من 13 دولة عربية وكذلك الإعلام المحلي.
وأكد نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي - وهو عضو لجنة الحزب الشيوعي الصيني لوزارة الخارجية - خلال المؤتمر الصحفي على أن الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي سيشهد حضور عدد من رؤساء وقادة الدول العربية والذين تم دعوتهم من الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة دولة تستغرق عدة أيام وهم: فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وفخامة الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وفخامة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وفخامة الرئيس قيس سعيد رئيس جمهورية تونس.
وأشار دنغ لي إلى أن رؤساء تلك الدول الضيوف سيزورون الصين خلال الفترة من الـ 28 من مايو الجاري وحتى الأول من يونيو المقبل، وسيعقد معهم الرئيس الصيني جلسات مباحثات ثنائية يتم خلالها بحث أوجه التعاون بين الصين وكل دولة على حدة، كما سيتم خلالها مناقشة العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك علي الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما أشار إلى دنغ إلى أن الصين والجانب العربي قد اتفقا على أن يترأس الاجتماع يوم 30 مايو في بكين معالي وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية الصيني، مع معالي محمد سالم ولد مرزوق، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، كما سيحضر الاجتماع وزراء خارجية أو ممثلو الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية.
كما أكد على أن هذه النسخة من المنتدى تنال أهمية خاصة نظرا للظروف التي تعقد في ظلها ومنها ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وخاصة في فلسطين، وحتى ما يحدث في العالم.
وأشار دنغ لي إلى أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة في المنتدى وبقوة، حيث سيتم الحديث حول ما يحدث في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير، حيث مر اليوم أكثر من 200 يوم منذ السابع من أكتوبر الماضي، وخلال تلك الفترة تم قتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء كثير منهم من النساء والأطفال. وأكد على أن بلاده تقوم بواجبها تجاه القضية الفلطسطينية وتتعاون في هذا الأطار مع الدول العربية، وطالب بقية دول العالم الأخرى أن تقوم بواجبها تجاه تلك القضية الإنسانية.
وقال: إن الصين تدعم العلاقات والتعاون العربي في المنطقة، وقد وقعت بلاده العديد من اتفاقيات التعاون والشراكة مع العديد من الدول العربية، فمنذ إنشاء منتدى التعاون الصيني- العربي أي قبل 20 عاما تم إقامة أكثر من 200 مشروعا بشراكة بين الصين ودول العربية وتصل تكلفتها الإجمالية أكثر من 400 مليار دولار، وهو ما يعني أن إجمالي حجم التعاون بين الصين والدول العربية قد تضاعف نحو عشر مرات خلال عقدين من الزمان. وأضاف دنغ لي قائلا: لقد تم خلال العام الماضي فقط تصدير 260 مليون طن من البضائع والمنتجات المختلفة ما بين الصين والدول العربية.
وأشار دنغ لي إلى أن الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي تعقد بالتزامن مع استعداد الجانب الصيني للعمل مع الجانب العربي على مواصلة تكريس روح الصداقة الصينية - العربية، واغتنام فرصة انعقاد هذه الدورة للاجتماع الوزاري، للاستمرار في إثراء وتعميق معادلة التعاون الصيني العربي الشاملة الأبعاد والمتعددة المستويات والواسعة المجالات، وتعزيز بناء المنتدى باستمرار، وبناء المجتمع الصيني – العربي للمستقبل المشترك على مستوى أعلى، بما يسهم في تعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية وتقديم المساهمة الصينية والعربية المطلوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وقال: مثلت السنوات العشرين الماضية أي منذ تأسيس المنتدى، الفترة الأكثر نشاطًا من حيث التبادلات الرفيعة المستوى بين الجانبين الصيني والعربي، حيث يهتم قادة الجانبين الصيني والعربي اهتمامًا بالغًا بتطوير المنتدى وبنائه، ويرسمون الخطوط العريضة ويحددون الاتجاه لسبل الارتقاء بمستوى العلاقات الصينية العربية والتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.
وكانت قد أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك في 30 يناير من عام 2004 عن تأسيس منتدى التعاون الصيني - العربي بإصدار بيان مشترك بشأن تأسيس منتدى التعاون الصيني - العربي"، وفي يوم 14 سبتمبر عام 2004، عقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي في مقر جامعة الدول العربية، الأمر الذي رمز إلى انطلاق أعمال المنتدى رسميا.
وخلال تلك الفترة حققت العلاقات الصينية - العربية "الوثب الثلاثي"، أي من "علاقات الشراكة" إلى "علاقات التعاون الاستراتيجي" ثم إلى "علاقات الشراكة الاستراتيجية".
وحتى اليوم تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأربع دول عربية، وهي: مصر والجزائر والسعودية والإمارات، وتمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وعشر دول عربية، وهي: قطر والأردن والسودان والمغرب وعمان وجيبوتي والكويت وفلسطين وسوريا والعراق، إضافة إلى جامعة الدول العربية.