رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معوض جودة يكتب :بل دفاع عن عمودنا الفقري

المصير

الخميس, 23 مايو, 2024

10:33 م

يسهل العثور على الهدف من تسريب أجهزة مخابرات أمريكية وإسرائيلية لاتهامات ضد اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول ملف قطاع غزة في جهاز المخابرات العامة بافشال صفقة التبادل بين الطرفين المفاوضين من حركة حماس وإسرائيل.
ربما كان الهدف الأول وربما الأخير لتلك التسريبات هو كشف الرجل ومحاولة ابعاده باتهامه في افشال المفاوضات وادخال بنود على الاتفاق لم تعرض على إسرائيل ولا مدير وكالة المخابرات الأمريكية.
لا يخفى ما في الأمر من محاولات الصيد في الماء العكر ويدرك أي عاقل أن من مصلحة مصر اقرار الاتفاق بين الجانبين حماية لدماء أشقائنا في القطاع واستقرارا لحدودنا في سيناء سواء مع غزة أو مع إسرائيل.
وحين النظر أو التساؤل حول مصلحة مصر أو الجهاز من إفشال المفاوضات لن تجد جوابا مقنعا لدى الذين يرددون تلك الترهات.
وإن كان الهدف مما تردد – إن كان صحيحا- هو حمل الحركة على قبول الاتفاق لوقف الحرب الدائرة؛ فذلك أمر يحمد للرجل.
ربما حاول الذين سربوا تلك المزاعم اظهار الرجل على أنه ليس وسيطا نزيها لإبعاده عن الوساطة أملا منهم في تمرير ما يريدونه في جولات لاحقة أو محاولة ابتزاز ضد وسيط نزيه لا يستسلم للضغوط حتى لو كانت من قبل وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وربما من بين الأغراض الدفينة لتلك التسريبات أن موافقة حماس على الصفقة عرت الكيان أكثر في حربه وجاءت قبيل ساعات من شن نتنياهو حربه على رفح والتي كان يريد الذهاب إليها معللا ذلك للرأي العام برفض الحركة للصفقة.
ربما أراد الكيان استمرار رفض الحركة للصفقة كي يبرر هجومه الغاشم على رفح التي طالب قادة العالم أن لا تشن. وجاءت موافقة حماس لتصدم حتى صانع القرار الأمريكي الذي تفاجأ بموافقة الحركة وكانوا لا يرغبون في ذلك.
CNN وإن كان قد حدث ما زعمته
فإن الذي يحق له الغضب هي حركة حماس فكل طرف ملتزم بما وقع عليه وإذا
أدخل في الاتفاق بنودا لم ترها إسرائيل فيفترض لديها نسخة مما وقعت عليه وبالتالي ستلتزم بما وقعت عليه والحركة تلتزم بما وقعت عليه.
أدرك أن الرجل لم يكن سوى مدافع شرس عن أمننا القومي وحقوق الأشقاء في رفض أو قبول ما يرونه صائبا يصب في مصلحتهم وهو أمر ليس بغريب على رجال ذاك الجهاز الذي يحفل بتاريخ مشرف.

عام الفين وثمانية كنت ضمن فريق عمل قناة بي بي سي العربية بمكتب القاهرة وساعدتني الظروف على لقاء واحد من أخلص أبناء الجهاز وأبناء مصر اللواء محمد إبراهيم الدويري وكان الجهاز يحتضن مفاوضات طرفها حركة حماس في القاهرة وحاولت التسجيل مع الدكتور موسى أبو مرزوق وكان في اجتماع مع القادة المصريين.
طلب ابو مرزوق مني الاستئذان من اللواء محمد ابراهيم وكانت المرة الأولى والأخيرة التي التقي فيها الرجل.
لما طلبت الإذن مع بعض الخوف لأفاجأ برجل من طراز نادر وقائد في منتهي الحكمة والشجاعة والقوة وسمح بالتسجيل لدقائق وكان انفرادا للقناة.
لا أخفي اعجابي برجال مخابرات مصر ولا أشك لحظة أنهم أخلص الرجال للوطن وأقدرهم على تدارك الخطر ومعرفة العدو الحقيقي ومواجهته ولولا أنه ليس كل ما يعرف يقال لأدركنا في الحقيقة أن المقاومة في غزة لا يمكنها أن تجابه الكيان وتستمر بذاك الزخم وتلك القوة دون ظهير يساندها في المفاوضات أو لا يسمح بالضغط عليها ووضعها في الزاوية التي تؤدي لإرغامها على القبول بما لا تريد أو سد كل المنافذ التي تمنحها الحياة .
يبقى رجال العامة سواء عرفناهم أو جلهناهم أخلص الناس لوطنتهم وأمتهم ولا يعرفون الاستسلام أو المهادنة وتلك حقيقة وطبيعة عملهم.
==========================