كتب - شريف سمير :
لإنقاذ الضحية، ثمة من يقف مكتوف الأيدي وعلي وجهه ملامح الأسف والضعف وهو من الأشقاء .. وثمة من يتحرك بجسارة وجرأة ويؤمن بدوره وواجبه أمام ضميره والتاريخ حتي لو كان من الغرباء .. و 28 مايو تاريخ لن تنساه الذاكرة العربية عندما يدخل اعتراف كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا بدولة فلسطين حيز التنفيذ بعد أن قررت الدول الثلاثة الانضمام إلي قائمة البلدان المؤيدة لإقامة الدولة الفلسطيني المستقلة إيمانا بالحرية والعدالة باعتبارهما المبدأين الأساسيين للقانون الدولي.
ودعت الحكومة النرويجية إلي دولة فلسطينية تتمتع بجميع الحقوق والواجبات وتخضع لمعايير القانون الدولي، مشددة علي ضرورة ترسيم الحدود الإقليمية بين دولتي فلسطين وإسرائيل على أساس الحدود قبل 4 يونيو 1967 .. انطلاقا من قناعة أوسلو بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون أن يكون للفلسطينيين والإسرائيليين دولتهم الخاصة.
** سعادة حماس وفتح!
القرار الثلاثي لاقي ترحيبا من حركة حماس معتبرة أن تلك الاعترافات تمثل نقطة تحول في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية وتثبيت حقوق الفلسطينيين، تزامنا مع تصريحات محمد دحلان القيادي البارز في حركة فتح والتي أكد فيها الموقف الأوروبي الأخير خطوة أساسية على طريق الحرية والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه خطوة كبرى لكي يفتح القوس وتنضم دول أخري مستقبلا قافلة "الاعتراف بالدولة الفلسطينية" من الاتحاد الأوروبي ودول العالم بأسره.
** خطوة شجاعة!
خطوة شجاعة .. هكذا وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط جهود الدول الثلاث التي تضع القضية الفلسطينية على الجانب الصحيح من التاريخ، داعيا بقية الدول إلى الاقتداء بهذه الخطوة لإنصاف الحقوق المشروعة للفلسطينيين .. وعلي الرغم من إقرار فرنسا بأن الاعتراف بدولة فلسطين ليس من المحظورات إلا أن باريس تعتبر أن الظروف غير متوافرة الآن ليكون لهذا القرار تأثير فعلي على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
** رسائل إسرائيلية!
وأمام برقيات الترحيب والحفاوة، انطلقت رسائل التهديد والوعيد في تل أبيب، حيث تدرس وزارة الخارجية الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أيرلندا وإسبانيا والنرويج، بعد إعلانها الاعتراف بالدولة الفلسطينية .. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن من بين الأمور والإجراءات التي تستعد بها الخارجية هو تشديد تأشيرات الدخول للدبلوماسيين في مكاتب التمثيل الأوروبي في السلطة الفلسطينية، في خطوة ستجعل من الصعب عليهم العمل مع الفلسطينيين .. وفي أسرع رد فعل لقطع الطريق علي تنفيذ القرار عمليا، أمرت الخارجية الإسرائيلية باستدعاء فوري للسفيرين الإسرائيليين في إيرلندا والنرويج كنوع من الضغط للتراجع عن هذا التطور النوعي في مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والذي من شأنه أن يرفع من أسهم القضية المركزية الأةلي في الشرق الأوسط فى مواجهة تحديات الاحتلال وتدمير فرص السلام في المنطقة.
ونشرت الخارجية الإسرائيلية رسالة مصورة موجهة إلى إيرلندا عبر منصة "إكس" لتحذيرها من أن "الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه تحويلها إلى بيدق في أيدي إيران وحماس .. زاعمة أن هذه الخطوة بدون حل تفاوضي يشكّل "مكافأة" لحماس علي هجمات 7 أكتوبر الماضي في عملية "طوفان الأقصي"!