كتبت :أميرة عاطف
قبل عدة ساعات قال مصدر رفيع المستوى، أن احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وعلق اللواء سمير فرج، الخبير العسكري بأكاديمية ناصر، على هذه التصريحات بقوله : مصر لم تصل لهذه التصريحات عن طريق القفز، ولكن جاءت هذه التصريحات، بناء على إجراءات كثيرة، وأحداث متلاحقة.
مصر قدمت مقترح سلام بين غزة وإسرائيل، وقد وافق الطرفان حماس وإسرائيل، ولم تكن إسرائيل تتوقع الموافقة، مما أوجد هزة في صفوف القيادة الإسرائيلية.
وأضاف فرج في تصريحات خاصة لـ " المصير" : نتنياهو لا يريد السلام، لخوفه من المساءلة الدولية، ودخوله المحكمة الدولية، ولكي يغطي على موافقة حماس، قام بالهجوم على شرق رفح، ومعبرها الفلسطيني، واخترق ممر فلادلفيا، وأغلق المعبر وجوع الشعب الفلسطيني.
وتابع: هذا ليس أول رد لمصر فلم تسكت المرة الماضية، فقد قمنا بعمل معسكر خيام في خان يونس ورفح وقمنا بفتح مخبزين ميدانيين يقدمان الخبز، ومحطتين تحلية مياه، وعندما أصبح الموقف مميتا لأهالي غزة، بدأت مصر في تجديد موقف الاعتراض، الموقف أصبح شائكا.
وقال فرج : كان لابد أن ترد مصر وترفع صوتها، بأنها لن تسكت على هذا التعدي، حتى لو بيننا معاهدات سلام، وسفراء، واتفاقات دولية، هذه رسالة قوية واضحة من مصر، أنها عند اللزوم ستستخدم كل السيناريوهات التي، تحافظ على أمنها القومي، وألا يعتمد العدو الإسرائيلي على هذه المعاهدات، الكلام واضح ومكتوب بعناية.
وتابع: على إسرائيل ألا تستفز مصر، أو تختبر صبرها، وتضطرها لتنفيذ سيناريوهات المنطقة كلها في غنى عنها، وهذا ليس لإسرائيل فقط، بل للعالم كله ، فقد وصلنا لآخر المطاف، وقمنا بعمل كل ما يجب من اتفاقات سلام.
وعن وجود خطط تصاعدية لدى الدولة المصرية قال فرج : طبعا من المؤكد أن هناك خططا عسكرية، وضعها الرئيس السيسي، مثل خلية الأزمة وغيرها، وهناك أدوات وخطط سياسية، وعالمية، من أول سحب السفراء، تجميد العلاقات، رفع شكوى للأمم المتحدة ولمجلس الأمن، هناك تدرج في السيناريوهات، ومعاهدة السلام من الممكن أن تجمد أو تلغي أو توقف العمل بها، وإسرائيل هى الخاسر الأول، والمتضرر الأكبر من هدم اتفاقية السلام، لأنهم سيخسرون كل الأوضاع، الموجودة في الاتفاقية، الخاصة بالقوات المسلحة في سيناء، والتي احترمناها منذ 40 عاما.
واستكمل فرج قائلا : أمريكا كانت شاهد عيان على هذه الاتفاقية، والتي من ضمن بنودها ، إذاء الأمن القومي بطريق مباشر أو غير مباشر، المباشر هو الاعتداء العسكري المعروف، وغير المباشر هو الضغط على القيادة السياسية، والجار المتمثل في الشعب الفلسطيني، لكي يأتوا لديك .
وأضاف: هذه رسالة شديدة اللهجة من مصر، لإسرائيل، أنها لا تريد تصعيد الموقف، خاصة أننا حافظنا 40 عاما على معاهدة السلام، والأمن في المنطقة، لا تجبروا مصر على البدء في السيناريوهات الأخرى، فقد تغاضت مصر على العديد من التصرفات طوال ال40 عاما لتحافظ، على السلام، والرسالة شاملة فهى رسالة، سياسية، ودبلوماسية، وعسكرية، ودولية الرسالة واضحة، في أن جميع السيناريوهات، والخيرات مفتوحه ومتاحة.
وحول الشائعات التي تطلقها إسرائيل عن مصر منذ اندلاع الأزمة قال فرج: إسرائيل كانت ومازالت تستخدم أسلوب الشائعات ضد مصر، ومنها أن مصر تحشد القوات في سيناء، لتهيئة الجانب الإسرائيلي، وأن مصر هى من تغلق المعبر.
وعن رؤية أمريكا والغرب لمثل هذه التصريحات المصرية قال: هناك تغير كبير من الجانب الفرنسي، ومن الواضح أن العالم بدأ ينظر نظرة مختلفة للقضية الفلسطينية، لحقوق هذا الشعب، في العيش الكريم، والحقوق الإنسانية، وهو تأكيد على أن هذه الرسالة ليست لإسرائيل فقط، بل لأمريكا والعالم الغربي، وأتوقع أن مصر ستقوم بعمل إجراءات غدا، في الأمم المتحدة، مصر لن تسكت على كافة المستويات.