كأي إنسان طبيعي، أحيانا أتساءل في براءة طفل : كيف يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يومه؟! .. يصحو من نومه مبكرا في الصباح ويرتدي ثيابه ويتوجه إلي مكتبه علي رأس حكومة صقوره ليوقع علي قرارات القتل البارد ويمزق أوراق السلام وهدوء البشرية .. ويعقد اجتماعات دورية ليبحث مع أعوانه ووزراء مجلس الحرب ومستشاريه الأفاعي آلية حرق غزة وتصفية قيادات المقاومة الفلسطينية بعائلاتهم وسلالاتهم .. وعندما يتناول إفطاره أو وجبة الغذاء الساخنة تشتعل أمامه مساحات شاسعة من مناطق الأراضي المحتلة ويعتصر الجوع معدة آلاف الأطفال والنساء بلا طعام أو شربة ماء أو كسوة أجساد .. وفي المساء يغادر "وكره الحكومي" عائدا إلي منزله مع أسرته وفي الطريق تطالع عيناه مظاهرات الشوارع في تل أبيب احتجاجا علي سياسته وفرماناته الحمقاء التي استنزفت دولة العصابات ماديا وكلفتها شبابها ورجالها ونساءها أيضا في جبهات القتال وتحت نيران المدافع ورصاص المعارك!.
وبمجرد أن تطأ قدماه الملعونتان عش العنكبوت ويخلد إلي النوم استعدادا ليوم شيطاني جديد، يفاجأ في "فيلم السهرة" بشاشات الفضائيات مكتظة بشلالات دماء الشهداء وصور دموع قهر الطفولة وصرخات الأمهات الثكالي وأغلال سجناء "الحرية وشرف العروبة" .. وإذا ما حول مؤشر تلفازه الضخم يصطدم بجلسات دولية إما تحشد الرأي العام والتاريخ لإلزامه بمبادئ القانون والأعراف وقرارات الدول، وإما أخري تضع اسمه ورفاقه علي مذكرة الملاحقة القضائية كمجرم حرب يستحق "قضبانا ذهبية"!!.
- ويغلق "حفيد إبليس" التلفاز المزعج .. ويطفئ الأنوار من حوله .. وخارج أسوار قصره المجهول حراسه ببنادقهم ساهرون .. ويخلد مصاص الدماء إلي فراشه .. ولكن بعد كل هذا الروتين اليومي، هل ينام "بيبي" ويغمض جفونه؟! .. وكيف ينام؟!