رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معوض جودة يكتب اتحاد القبائل العربية.. ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة

المصير

الجمعة, 17 مايو, 2024

04:08 م

بخروجه من دولاب الدولة، وباحتضانه من شخصيات محسوبة على السلطة؛ كان البحث والسؤال عن مبررات إيجاد اتحاد القبائل العربية ومستقبله؛ وليس عن شرعيته.

ربما ليكون شوكة في حلقة الكيان... هكذا أوحى إلى ذهني- وأنا أقلب زواياه-.عقب الإعلان عن تشكيل الاتحاد.
كانت المبررات التي حاول العقل المكدود سوقها؛ أن الجيوش النظامية حينما تتلاقي تنتصر سريعا، أو تنهزم سريعا؛ وأن حركات المقاومة الشعبية، هي التي تهزم أعتى الجيوش.
برهن العقل على فكرته بما عاناه الجيش الأمريكي في فيتنام؛ والصومال، والعراق، وأينما حط رحاله عقب الحرب العالمية الثانية؛ حيث كان نصيبه من الدنيا هزائم، وانسحابات على أيدي مجموعات مسلحة تقاوم.
حتى أنه لم يذهب لغزو العراق المحاصر ثلاثة عشر عاما؛ والذي تم تجريده من كل اسلحته؛ سوى بتحالف دولي، ومع ذلك انهزم مع قوات تحالفه.
لم يواجه الجيش الأمريكي على قوته، طائرات الحوثي المسيرة في البحر الأحمر؛ إلا بعدما أعلن البيت الأبيض عن تشكيل تحالف دولي عالمي؛ للوقوف في وجه الحوثي.
دعوة واشنطن لتشكيل التحالف استجابت لها بريطانيا بمدمرة واحدة؛ وهولندا بضابطين، والنرويج بعشرة أفراد، ومملكة البحرين، ودول أخرى حضورها كغيابها.
لذا ربما كان السماح لفكرة تكوين اتحاد القبائل بالمرور؛ هو التحسب من تطور الأمور، وخروجها عن السيطرة في غزة؛ وبالتالي يكون الاتحاد القبائلي هو حائط صد شعبي، يناور به صانع القرار دون نسف اتفاقية كامب ديفيد.
فالمقاومة الشعبية، أو الجماعات المسلحة، كانت ركيزة كل حركات التحرر، وأكثر ما يؤلم الجيوش النظامية، ويخوض معارك الإنهاك، التي لا صبر للمؤسسسات الرسمية على تحملها.
وبإطلالة على الكيانات الأمنية المسلحة الغير رسمية، نجدها حاضرة بقوة؛ حتى أن البنتاجون استعان بشركة أمنية أقرب للمليشيا هي "بلاك ووتر" لتخوض معاركه التي لا بديل عنها، وسمح لها أن تحل محل بعض وحداته.
كذلك سمحت موسكو لتنظيم فاغنر أن يشاركها حربها على أوكرانيا؛ قبل أن يلتف التنظيم محاولا ابتلاع موسكو، على غرار ما يقوم به تنظيم الدعم السريع في السودان الآن.

وبالعودة لاتحاد القبائل؛ فقد حوى بيانه الأول لغزا كبيرا؛ بمخاطبة إسرائيل محذرا إياها، والأمم المتحدة يطالبها بالتدخل لوقف الحرب؛ ومتمددا في مساحة يفترض أن وزارة الخارجية المصرية هي ما تشغلها.
ومن بين تبريرات وجود هذا الكيان؛ احتماليه أن يكون نواة تحسبا لتدحرج الأمور نحو الأسوأ، فيكون ذلك الاتحاد هو الكيان المواجه.
لكن مع إطلالة صغيرة على واقع تنظيمات المقاومة؛ نجد أن أنجعها وأنجحها، هو ما نمى بعيدا عن الحاضنة الرسمية؛ أو عقب انهيار سلطة قائمة؛ وأن القرب من السلطة إضعاف لروح المقاومة، التي تعد عملا مغايرا لما تريده السلطة.
وبإنزال صفات وسمات حركات المقاومة، على اتحاد القبائل؛ نجدها غير متماشية معه، ولا تليق عليه؛ فالاتحاد والشخصيات التي تتسيده، انتقلت من خانة التفلت والتمرد، والسباحة في الصحراء طليقا؛ إلى الازدهار في كنف السلطة، وغنائمها، والحبو بعيدا عن شظف حياة المقاومة.
أما ظهور شخصيات إعلامية تنافح عن السلطة الرسمية في كنف الاتحاد، ومتحدثة بإسمه؛ فتلك تهمة أقرب منها ميزة؛ ومما ينفي عن الاتحاد كونه كيانا مستقلا، غير مخلق في أنابيب الأجهزة الأمنية؛ وما كان له أن يعقد مؤتمرا صحفيا أو يصدر بيانا من تلقاء نفسه.