لم تعد الإسماعيلية هي تلك المدينة الساحلية الهادئة الجميلة التي غنت لها داليدا "يا إسماعيلية يا إسماعيلية أحب أزورك في المغربية"، لم تعد تلك المدينة ذات الطابع الأوروبي والطبيعة الخلابة الراقية بسكانها والمميزة بطيبة أهلها، لم تعد الإسماعيلية بلد المانجو بل أصبحت بلد البلطجة التي تكاثرت فيها بذورها، وترعرعت أشجارها، لتطرح ثمارا من البلطجية والخارجين على القانون، الذين طغوا وغطوا على ما اشتهرت به من ثمار المانجو.
لهذا لم يكن غريبا أو عجيبا أن تتصدر الإسماعيلية التريند على منصة "إكس" الشهيرة بفيديو مرعب يجسد ما وصلت إليه تلك المدينة من حالة فوضى وانفلات أمني وأخلاقي، شأنها شأن كافة ربوع مصر التي انتشرت فيها ظاهرة البلطجة، ليتحول البلطجي إلى قدوة ورمز للأطفال بفضل الأعمال الدرامية التي نصبت البلطجية في أدوار البطولة ليتبارى الممثلون من أمثال محمد رمضان وعمرو سعد ومصطفى شعبان في تجسيد شخصية البلطجي الشعبي حتى أصبحت البلطجة هدفا يسعى أبناء المناطق الشعبية لتحقيقه.
ويظهر في مقطع الفيديو، الذي صورته إحدى كاميرات المراقبة، والذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام أحد الأشخاص باقتحام محل "حلاقة" في الإسماعيلية، والتعدي بالضرب والسب على أحد العاملين في المحل أثناء قيامه بعمله، في مشهد مرعب أسماه المتابعون "بلطجي الإسماعيلية".
ويظهر الفيديو "بلطجي الإسماعيلية" وهو يحمل سلاحاً أبيض كبير الحجم، يضرب به العاملين في المحل ضرباً متكرراً ومبرحاً، وسط ذهول المارة ورعب العاملين الذين لم يجرؤ أحدهم على الرد عليه خوفاً على حياتهم من هذا البلطجي والسلاح الكبير الذي يحمله.
وقد أدى انتشار الفيديو بهذا الشكل الكبير، إلى تدخل سريع من الشرطة لتصدر وزارة الداخلية بيانا اليوم الجمعة بهذا الشأن لتوضيح الملابسات، قالت فيه "إنه بالفحص تبين أن الواقعة تمت بتاريخ 15 مايو الجاري، حيث ورد بلاغ لمركز شرطة التل الكبير بمديرية أمن الإسماعيلية من أحد الأشخاص - مقيم بدائرة المركز "مصاب بجروح متفرقة" بتضرره من عاطل لقيامه بالتعدي عليه بالضرب بـ"سلاح أبيض" حال تواجده بمحل خاص به بدائرة المركز، على إثر خلافات سابقة مع نجل عم المتهم المذكور.
وأضاف البيان "أنه وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، كما تم ضبط السلاح المستخدم فـى الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية".
ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى أو الأبرز في الإسماعيلية لأعمال البلطجة، فقد شهد عام 2022 واقعة البلطجى بطل واقعة الاعتداء على صيدلانية بمحل عملها فى الإسماعيلية، حيث انتشر على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لاعتداء بلطجى على فتاة تعمل بإحدى الصيدليات، وأحدث بها إصابات بالغة كادت أن تودي بحياتها وقام بسرقة متعلقاتها الشخصية ومبلغ مالي وهاتفها المحمول، ثم لاذ بالفرار.
وفي عام 2016 قامت شرطة الإسماعيلية بالقبض على 4 بتهمة البلطجة وترويع المواطنين بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء بعد أن اعتدوا على مواطن ومزقوا جسده.
وكانت الحادثة الأبرز والأكثر بشاعة في عام 2021 حين التقطت كاميرات الهواتف المحمولة، لحظة وقوع حادث قام فيه شاب بذبح آخر في شارع البحر بالإسماعيلية، حيث قتل المتهم جاره، وقطع رأسه وتجول به في شوارع الإسماعيلية.
وبرغم عدم وجود أرقام دقيقة عن عدد البلطجية إلا أن هناك إحصاءا صدر في مايو 2015، عن "المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية" يؤكد وجود أكثر من نصف مليون بلطجي مسجل رسميا في مصر.
https://x.com/Soso1La/status/1791154385017319661