حسن القباني يكتب : حق شيرين أبو عاقلة وأزمة العدل
مر عامان على استشهاد الصحفية والمراسلة التلفزيونية الفلسطينية المخضرمة" شيرين أبو عاقلة"، دون إنصاف أو محاسبة للجناة، رغم توثيق ارتقائها برصاص الاحتلال الصهيوني ، خلال قيامها بتغطية أحداث ميدانية لصالح قناة الجزيرة الفضائية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية في 11 مايو 2022.
عندما لم يستطع المجتمع العربي والدولي والمؤسسات الأممية ، انصاف شيرين أبو عاقلة، استشهد ما يزيد عن 140 صحفيا ضمن أكثر من 34 ألف فلسطيني وفلسطينية منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى المجيدة، في السابع من أكتوبر الماضي، وكان الثمن أكثر فداحة وتكلفة.
إنه من الخطر على العالم والإنسانية والغرب وليس على العرب فقط، أن نترك كيان يمارس البلطجة والخروج على القانون وفرض السيطرة بالقوة الغاشمة وجرائم الابادة، دون تصدى مباشر أو غير مباشر، ولعل في ذلك نهاية النهاية للمؤسسات الدولية وفي مقدمتهم مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة و محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
"لدينا 86 قرارا من مجلس الأمن لم يتحقق منها شيء، وأكثر من 52 قرارا من الجمعية العامة لم ينفذ منها شيء، وفي ظل هذه الحرب والاعتداء على شعبنا الفلسطيني، هناك قرارات أممية لم تنفذ " هكذا قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات صحفية مؤخرا ، ومن هنا نفهم سر عدم محاسبة قتلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة ومئات الآلاف من أمثالها حتى الآن ، فالجاني اعتاد البلطجة.
وإذا كانت المؤسسات الدولية عاجزة عن تطبيق العقاب وتفعيل الملاحقة بعد على الكيان الصهيوني النازي، وقادته مجرمي الحرب، وفي القلب منهم بنيامين نتنياهو ، فالأولى إن نسعى جميعا، حتى حين، لانصاف الصحفيين والصحفيات في كل أرجاء المعمورة، العربية والغربية انصافا يقدر دورهم الاستراتيجي، و قلمهم المؤثر، وصورتهم الناجزة، ورسالتهم السامية ، وحرياتهم المقدسة، و مساحاتهم الواجبة دستورا وقانونا، دون عسف ولا تعسف.
إن هذا الاهتمام المنشود برفاق مهنة المتاعب في كل مكان ، مما قد يسعد "شيرين أبو عاقلة " ، حتى نستطيع أن نحاسب هؤلاء المجانين الذين يحرقون الأخضر واليابس والبشر في محرقة كبرى في غزة وأخواتها.
-----
*على الهامش: تألمت كثيرا عند قراءة مذكرة مقدمة في الأيام الأخيرة إلى نقابة الصحفيين من أسرة صديقي وزميلي وأستاذي الصحفي الكبير المحبوس احتياطيا، أحمد سبيع، تتحدث عن ظروف الصحية الصعبة ، وكم أتمنى أن يوفق الله عز وجل نقيب الصحفيين الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ خالد البلشي وكل الحكماء لإغلاق هذا الملف الأليم، وإنصاف سبيع وكل سبيع .