رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

شريف سمير يكتب .. ”بدل الحدوتة تلاتة” .. وبطلها المايسترو!!

المصير

الثلاثاء, 7 مايو, 2024

11:20 ص

الحدوتة الأولي .. كعادته يسير في ممرات القلعة الحمراء ليتفقد أحوال جنودها في مختلف اللعبات الفردية والجماعية .. وقادته قدماه إلي المستطيل الأخضر حيث تدريب الفريق الأول لكرة القدم .. وألقي بنظره نحو دكة الاحتياطي ليجد لاعبا جالسا في تواضع و"رضا" وتركيز يتابع التدريب بلا تذمر أو ملل .. فسأل مساعديه : من هذا الفتي؟! .. فجاءه الرد سريعا : إنه يا كابتن نجم مصر وصفقة الموسم الذي انتقل من القافلة البيضاء .. صاحب ال 625 ألف جنيه!! .. وهنا أشار القائد العظيم بإصبعه نحو اللاعب السوبر، الذي لبي النداء فورا وعندما أتي إليه صافحه القائد، وربت علي كتفه وقال :"أنت لاعب ممتاز .. وسيكون لك مستقبل في النادي .. ارجع مكانك!" .. وعاد نجم الصفقة الكبري إلي دكة الاحتياطي وصدي كلمات "المايسترو" تتردد في أذنيه وتسكن بداخل روحه، وتمر المواسم ويشارك "زائر الدكة" لاعبا أساسيا في الفريق الأحمر ويحصد البطولات والألقاب ويجني "ثمار" الصبر والأدب والالتزام!.

الحدوتة الثانية .. ارتدي ملابسه وحزم حقائبه مهاجرا من فريق "الظل" إلي نادي القرن، وذهب إلي أكبر مكتب في مؤسسة التنظيم والإدراة لتوقيع العقد مع "رجل المبادئ" .. ومرت ساعة .. وإثنان .. وثلاثة .. و5 ساعات .. ومع كل دقيقة يتشبث اللاعب الصاعد بالأمل وحلم ارتداء الفانلة الحمراء .. وفجأة أيقظه من الحلم صوت يقول : اتفضل .. الكابتن يريدك! .. ودخل إلي اللقاء، وعيناه تلمعان برؤية قدوته هو والآلاف من زملائه وأبناء جيله .. وتكلم القدوة، وسأل الشاب المهاجر : بقالك قد إيه برة؟! .. فأجاب اللاعب : كتير يا كابتن!! .. وضحك الأب قائلا في هدوء وكبرياء : هل تعلم أنني كنت جالسا لمدة ساعتين لا أفعل شيئا، وكنت أعلم أنك بالخارج .. وكنت مصرا علي ألا ألتقي بك إلا بعد كل هذه المدة لأعرف مدي تمسكك بالانضمام إلي هذا المكان .. ونجحت في الامتحان قبل ما تدخل عندي .. روح إمضي العقد!" .. وخرج من محراب الخبرة والاحتراف ليسجل في شباك الخصوم ويحرز المزيد من الأهداف وينافس علي أغلي لقب في المسابقات المحلية والدولية بجوار أعتي المهاجمين، وبعد أن اعتادت معدته علي "الكشري"، صارت تهضم "كافيار" الدروع والكؤوس!.

الحدوتة الثالثة .. في خريف العمر، وبعد مشوار النجوم والكواكب والصعود إلي القمر .. كانت الزيارة الأخيرة إلي محطة لندن لإجراء الفحوصات الطبية .. وقبل 24 ساعة من لقاء المريض العظيم بطبيبه المعالج، طلبت منه حفيدته احتفالا بعيد ميلادها أن يصطحبها إلي الملاهي في اليوم التالي وتكون وجبة الغداء من ماكدونالدز .. وعندما ذهب الجد للقاء الطبيب، فوجئ بملف ضخم عن حالته الصحية من الأشعات والتحاليل، ونصحه طبيبه بضرورة الخضوع لكورس مكثف من العلاج فورا قبل تدهور الحالة .. ولا مجال للتأجيل .. ولكن الجد الحنون رفض تنفيذ النصيحة إلا بعد يوم واحد .. وقال لطبيبه في فرمان الكبار : لقد وعدت حفيدتي باصطحابها إلي الملاهي ودعوتها علي وجبة ماكدونالدز لنحتفل بعيد ميلادها .. وأنا رجل لايخلف وعده مع أحد .. فما بالك بأغلي قطعة لحم عندي!" .. وذهب إلي رحلته مع حفيدته البريئة ليدخل السعادة إلي قلبها .. ثم يعود إلي فراش العلاج ورحلة "سرطان الكبد"!..

- عزيزي القارئ .. مع كل حدوتة .. ماذا تريد أن تقول لبطلها المايسترو؟!

شريف سمير