رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب ”تكوين”.. منتدى صناع الفتن!!

المصير

الإثنين, 6 مايو, 2024

07:02 ص

شر البلية ما يُضحك ، ومؤسسة "تكوين الفكر العربي" التي انطلقت أمس من فضاء المتحف المصري الكبير، تنتمي إلى "شرِّ البليَّة". قراءة سريعة في حيثيات تدشين "تكوين" وأسماء مؤسسيها تقودك إلى قناعة راسخة بأنها أداة جديدة لإثارة الفتنة. من بين المؤسسين 3 مصريين يتبنون خطابًا عدائيًا صريحًا ضد الإسلام: شريعة وتراثًا وكل شيء.
المؤسسة زعمت في بيان أول لها أنها "تهدف إلى تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، وتشجيع المراجعات النقدية، والتحفيز على طرح الأسئلة على المُسلمات الفكرية، والأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير العربية".
ورغم أن لفظة "الإسلام" غير مذكورة صراحة في حيثيات التدشين، ولكنها معلومة للقاصي والداني؛ فالمؤسسة المزعومة تسعى إلى تشجيع المراجعات النقدية لـ"الإسلام"، والتحفيز على طرح الأسئلة على المسلمات الفكرية "الخاصة بالإسلام"، ومناقشة الأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير "المناهضة للإسلام".
من الشجاعة الأدبية والأخلاقية تسمية الأشياء بمسمياتها، ولكن رؤوس الفتن يتخفون دائمًا وراء كلمات "فضفاضة" ومصطلحات "ضبابية" وعبارات "ضلالية"؛ أملاً في إدراك أهدافهم "الشيطانية" التي يعجزون في كل مرة عن بلوغها.
القرآن الكريم خصص مواضع كثيرة لللحديث عن هذا الصنف من البشر والتحذير من الاستئناس بهم واتخاذهم أخلَّاء، كمثل قول الله تعالى: "وإذا قيل لهم: لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، وإذا قيل لهم: آمنوا كما آمن الناس، قالوا: أنؤمن كما آمن السفهاء، ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون".
لا يخفى على كل ذي عينين طبيعة الهدف الذي يبتغيه ويتطلع إليه كيان يضم بين مؤسسيه كلاً من: يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام بحيري؛ فكلٌّ منهم أبلى بلاءً "سيئًا" وومنهجًا ومدعومًا ضد الإسلام خلال الفترة الماضية، وكلٌّ منهم يحمل أجندة معلومٌ أهدافها، وكلٌّ منهم انكشف عوار الجهات الخارجية الداعمة له. وإن كان اللافت في الأمر في الوقت ذاته هو خلو قائمة المؤسسين من أسماء أخرى تدور في أفلاكهم وتحذو حذوهم، ينتظر أصحابها الإذن بالنباح والنعيق ضد الإسلام، ولكن بعد الاطمئنان أولاً إلى الحصول على "المعلوم"!
إن التمكين لـ"تكوين" وأخواتها يأتي في دور "تفكيكي" متعمد للمجتمع المصري، وإثارة حالة من الفتنة بين أطيافه. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. الفتنة أشد من القتل، ولكن هناك بشرًا يسترزقون من نثر بذور الفتنة، وتتضخم حساباتهم البنكية يومَ حصادها.
لقد بذل الثالوث المصري ما في وسعهم من إثارة الشبهات حول الإسلام عبر منابرهم التي ترعاها جهات خارجية -"يمكن مراجعة مقال الإعلامي حافظ المرازي في هذا الشأن للاستزادة والفهم والإدراك الصحيح"- ولم يترك أيٌّ منهم فرصة للنيل من الإسلام دون أن ينتهزها، ويقودون جميعًا وفُرادى حربًا ضروسًا وبغيضة ضده، يدركها الصغير والكبير، ومن ثمَّ فإن احتشادهم جميعًا في منتدى واحد يتداولون فيه منكرًا من القول وزورًا، لن يقود في النهاية إلا إلى فوضى جديدة، لا جدوى منها ولا من تقنينها، وتوفير الرعاية الرسمية لها.