رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب :ماذا لو رحل وزير الأوقاف؟!

المصير

الإثنين, 29 إبريل, 2024

02:08 م


مع اقتراب تشكيل حكومة جديدة..تُرشح الشائعات خروج وزير الأوقاف الحالي من التشكيلة المرتقبة، كما رشحت أحد المُدللين في السنوات العشر الأخيرة بديلاً له.

الوزير الحالي يطلق على نفسه لقب "عميد الوزراء"؛ كونه أقدم الوزراء؛ حيث دخل عامه الحادي عشر وهو في منصبه؛ ليكون بذلك أقدم من رئيس الحكومة نفسه. ورغم أنه يحتل المركز 67 ضمن سلسال وزراء الأوقاف، إلا إن أيًّا من السابقين لم يثر حالة الجدل والصخب التي يصنعها صاحب المعالي، ولم يناصب أحدهم المصريين العداء كما يفعل.
ومع تواتر الشائعات بالاستغناء عن خدمات الوزير الحالي إلا إنه ينفيها بشكل شخصي للمقربين منه، ويؤكد لهم بقاءه في الحكومة الجديدة؛ لأسباب عديدة أسرَّها لهم..أو هكذا ظن وتوهَّم!
ولا شك أن بقاء معالي الوزير في منصبه، وهو احتمال قائم بقوة- سوف يكون صادمًا للرأي العام ومخيبًا لآمال قطاع عظيم من المصريين الذين يحلمون بإبعاده عن المشهد تمامًا، وليس الاستعانة به في مهام أخرى بعيدًا عن الوزارة. يجسد الوزير الحالي نموذجًا صارخًا للسلطوية البغيضة والإصرار على الخطأ والاستكبار والمكايدة والمعاندة. يبدو أنه نسي الخلفية القادم منها وأرشيفه الدعوي قبل استوزاره..والفيديوهات متاحة، وواقعة مسجد الإسماعيلية معلومة للقاصي والداني!
نعم..أحلام المصريين تتجاوز بكثير مجرد الإطاحة بالوزير الحالي إلى الرغبة في استوزار أسماء قادرة على كبح جماح الغلاء وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم. ضاقت طموحات المصريين، حتى أصبح حلم الواحد منهم القدرة على الوفاء بمتطلبات أسرته حتى نهاية الشهر، وهذا حلم لو تعلمون عظيم جدًا.
بالتزامن مع الطموحات الاقتصادية والمادية المستعصية للمصريين فإنهم أيضًا يحلمون باليوم الذي يختفي فيه وزير الأوقاف من المشهد العام. خروج وزير الأوقاف من الحكومة المرتقبة سوف يعني بالضرورة اختفاءه من أثير إذاعة القرآن الكريم والتليفزيون المصري ويغدو نسيًا منسيًا. الوزير –الذي رفضت رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق الدكتورة هاجر سعد الدين مجرد ظهوره متحدثًا في برامج الإذاعة- أصبح مسيطرًا على مفاصلها ومتحكمًا في كل صغيرة وكبيرة، ولو أنكر المنكرون، كما أصبح ضيفًا ثقيلاً على هواء التليفزيون والفضائيات المختلفة.
خروج الوزير الحالي بلا عودة سوف يقود تدريجيًا إلى تحسين المزاج العام للمصريين، فقد تستعيد المنابر رشدها المفقود، وعقلها الضائع، وينتهي زمن الخطب المعلبة والفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، ويتوقف تحويل المساجد وبيوت الله إلى بلاتوهات خاصة لتلميع الوزير والذين معه. فضلاً عن ذلك.. فإنه سوف يتم إعادة تشكيل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي تحول مؤخرًا إلى عزبة ووسيّة خاصة لصاحب المعالي وأصدقائه الأنتيم، يجامل من خلاله من يشاء، ويَمنع من يشاء.
المكسب الأعظم من إحالة الوزير الحالي إلى الاستيداع سوف يتمثل في إصلاح دولة التلاوة المصرية التي أخضعها أيضًا للتأميم والاحتكار مثل المساجد ومنابرها وإذاعة القرآن الكريم وبرامجها، حتى إنه أنشأ مجلسًا وهميًا أسماه "المجلس الأعلى لشؤون المقاريء المصرية" وجعل نفسه رئيسًا له، وهو الذي لا يتقن قراءة فاتحة الكتاب، والتسجيل الشهير متاح على تطبيق يوتيوب.
تعيش دولة التلاوة المصرية في زمن الوزير الحالي خسوفًا كاملاً، لا يُرتجى زواله قريبًا دون غل يده تمامًا عن التدخل في أمورها. عبث الوزير في شأن دولة التلاوة المصرية، فرفع قراء، وأذل آخرين، والضابط في كلا الأمرين لا علاقة له بالكفاءة والجودة والإتقان وجمال الصوت وعظمة الأداء، وإنما "كله بالحب والكراهية"!
أمَّا بالنسبة للأئمة والخطباء الذين يذوقون الأمرَّين في عصره، وهم بالآلاف المؤلفة، فإن لهم ربًّا قادرًا على إنصافهم واستعادة حقوقهم وتحريرهم من الشتات والتشرد والإهانة واللجوء إلى بعض الأعمال والمهن الصعبة لتدبير نفقاتهم الشخصية، واستعادة حقوقهم المسلوبة غصبًا، فلعلها تكون قد اقتربت، وقد يجعل الله من بعد عُسر يُسرًا.