من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المغفلون والمتعصبون والمغيبون هو التموضع الطائفي في أوقات الشدائد، والتمترس المذهبي في أوقات المحن والحروب،
فإذا حضرت المقاومة تسقط الطائفية والمذهبية فرضا ونفلا.
ورغم كل المآخذ وكل الغضب وكل الكراهية لما قامت به إيران وحزب الله خلال الثورة السورية ولما حدث في اليمن، إلا أن التصلب عند هذه اللحظات هو أكبر هدية نقدمها للعدو الصهيوني، فحتي الجاحد لا يستطيع أن ينكر الدور التاريخي الذي تقوم به إيران حاليا لمساندة المقاومة الفلسطينية، ولا الدور العظيم والفدائي الذي يقوم به حزب الله فى مواجهاته المستمرة التي لم تنقطع يوما واحدا مع العدو الصهيوني، منذ السابع من أكتوبر الماضي مع انطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة.
أهل مكة أدرى بشعابها
ولإن "أهل مكة أدرى بشعابها"، فلا يمكن لأمثالنا ونحن نائمون في بيوتنا، وجالسون في مكاتبنا ومقاهينا، أن نزايد على قادة المقاومة في غزة، فهؤلاء الأبطال هم من أقروا وبصموا وأعربوا عن جزيل شكرهم وإمتنانهم للدور الذي تقوم به المقاومة في جنوب لبنان.
حتى وإن كان بعضنا أو كلنا يرى أنه ليس الدور الأمثل أو الأكبر، حتى وإن كان بعضنا أو كلنا يحلم ب المواجهة الشاملة على جميع الجبهات.
فهذه هي أحلامي وأحلامك، لكن التقديرات الحقيقية للموقف متروكة لمن هم على الثغور وللجالسين تحت فوهات المدافع الواقفين علي خط النار، هم وحدهم هم أصحاب القرار في تحديد موعد المعركة الشاملة.
ومربط الفرس هنا، أن أهل مكة أو بالأحرى أهل غزة وقادة المقاومة هناك يعترفون بفضل المقاومة اللبنانية وبفضل إيران علي المقاومة تسليحا وتدريبا وتمويلا.
10 أدلة دامغة على المسرحية
أما إذا كنت مصرا على تموضعك عند ما حدث في 2011، وما تلاها في الثورة السورية، و2015 وما حدث بعدها في اليمن، وإذا كنت قد أغلقت كل حواسك عند تلك اللحظات، وصممت أذنك ووضعت الحصى في عينيك لكي لا ترى الحقيقة والتغيرات التي حدثت خلال العقد الماضي، فسأسوق لك 10 أدلة دامغة تريح قلبك وتريح قناعاتك تثبت لك أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مسرحية هابطة متفق عليها سلفا، وأن الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران على الكيان الصهيوني كانت تحمل عطور أصفهان، ومكسرات وفزدق وكافيار إيراني للشعب الإسرائيلي الصديق، سأثبت لك أن العداء بين إيران وحزب الله والاشبتاكات بينهما هي حلقة من حلقات ألف ليلة وليلة،لكي يستريح قلبك وتطمئن سريرتك وتعرف أنك على حق دائما.
وتلك هي الأدلة :
1.تم اكتشاف أن الصواريخ التي استخدمت في الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال كانت مصنوعة من ورق كرتون ، مثلما حاول بعض المرجفون أن يصوروا لنا ذلك بتصويرهم فيديوهات لصواريخ أسقطتها الأردن،والتف البعض حولها ولا نعرف كيف وصلوا إليها، وهم يرددون هذه الصواريخ لم تكن تحمل رؤوس متفجرة.
2-ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن 85% فقط من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران تجاه الدولة العبرية، هي التي تم اعتراضها والباقي وصلت لأهدافها، وبعضها وصل لمفاعل ديمونة النووى وحقق أصابات مباشرة.
3- لم يتم رصد أي خسائر بشرية جراء الهجوم، وهذا يثبت أنه لم يكن هناك ضحايا حقيقيين بل كان الهدف من الهجوم إثارة الضحك وليس التدمير، وكأن إيران كان من الواجب عليها أن تقتل ألفا أو 20 ألفا من الصهاينة في هجومها، وساعتها سيمطرها الغرب المتربص والمتحفز ضد محور المقاومة بأكاليل من الورد والزهور ، وهو ما سيخدم القضية الفلسطينية بشدة .
4 - كل شهداء حزب الله الذين سقطوا في الجنوب اللبناني منذ دخوله المواجهة بعد طوفان الأقصى بساعات هم فوتو شوب، وجنازاتهم فوتو شوب، وصورهم فوتو شوب، والقول بأنهم بالمئات ومن نخبة الرضوان أي أفضل عناصر الحزب تدريبا وعقيدة، هو قول مكذوب لأنه لم يستشهد شخص واحد من حزب الله منذ بداية طوفان الأقصى.كلهم كرتون
5-عدد القتلى الإسرائيليين بصَواريخ وأسلحة المقاومة من جبهة جنوب لبنان وهم بالعشرات باعتراف إسرائيل وبالمئات وفقا لتقديرات حزب الله، أيضا ارقام غير حقيقية، وعدد المستوطنين الذين تركوا شمال إسرائيل بفعل هجمات حزب الله وهم بمئات الآلاف هو قول مكذوب، فكل المستوطنين في بيوتهم آمنين مستمتعين بالربيع والحقول والزهور.
6-الدولة الوحيدة في العالم حاليا التي أمدت المقاومة في غزة بالسلاح، والتي دربت رجالها على استخدام كل أنواع الأسلحة والصواريخ والتي تمدهم بالأموال وكافة أنواع الدعم اللَوجيستي، هي فيتنام أو كندا أو ربما كفر البطيخ ولكنها لا يمكن أن تكون إيران!!.
7-تبين أن قائد العملية الإيرانية كان يضحك خلال تنفيذ الهجوم، مما يظهر أنه كان يعلم بأن كل شيء كان مجرد مسرحية.
8- تسربت صور من خلف الكواليس تظهر فرق من المبرمجين وخبراء الفوتوشوب و َهم يفبركون صور الهجوم.
9-لم تشترك دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا في إسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية، لأنها صورايخ مهرجانات.
10-لم ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني واكتفى قادتها بالضحك وتبادل التهنئة مع قادة إيران علي انتهاء المسرحية.
إذا كنت لا ترى كل ذلك وتريد أن تظل متوقفا عند نقطة مر عليها عقد من الزمان، فتوقف كيفما تشاء، ولكن الحقيقة أن إيران هي التي ساعدت وساندت وضربت، في حين أننا جميعا لم ننطق بكلمة واحدة عن الأردن التي خانت وتصدت للصواريخ الايرانية، وهذا هو قمة "الحول" الاستراتيجي.