رغم أنه لم يكن ذلك الوسيم المبهر كحسين فهمي ومحمود ياسين وغيرهم، إلا انه كثيرا ماكان فتى الأحلام لفتيات جيلنا.
وكثيرا ماكنت أتحدث بيني وبيني.
كيف لحسن أرابيسك أن يكون فتى أحلامي.
حينها لم يسعفني سني الخالي من الخبرات بإجابة مقنعة، فاكتفيت بحبي للحالة والشخص والإستمتاع بمتابعة دون ملل او كلل.
بعد مرور الكثير من الأعوام إنتقل فيها السعدني نقلات فنية هامة ومؤثرة .
سليمان غانم العمدة بخفة دمه ومعاناته مع( نازك السلحدار) وغربمه (سليم البدري) و( نصر وهدان القط) العفي الشديد البطل فى الحلم الجنوبي .
تكشفت لي الحقيقة ...
إنه صلاح السعدني ..
اعتدنا ان الكاتب هو من يلبس الفنان الدور ويقوم بظبط تفاصيله عليه واحكام ماسك الشخصية حتي يختفي خلفها الممثل .
مع السعدني دوما كان الأمر الأمر مختلفا واكثر جمالا وخصوصية .
فمع كل شخصية يلعبها السعدني تكاد تقسم أنها صنعت على عينه، هو من كتبها ورسمها من وحي خياله لنفسه.
ولايمكن إحلال محله أو استبداله بفنان آخر.
ليبقي التساؤل مطروح كيف كان يلون السعدني شخوصه بآثار قلبه وعقله؟
كيف يمتلك روافد الصدق المبهرة التي تمنحنا الفرصة أن نري شخوصة بمشربية السعدني .
ربما إيمانه بما يفعل دفعنا من بعده لنؤمن به .
فقد كان السعدني من قلائل عصره ممن أتقنوا فن اعتناق الكلمة ومسؤولية تقديمها بضمير صاحي وواعي.
لم ينحني السعدني لإبتذال الإنتشار وإغراء التواجد الغير مبرر سوى بطلب شهرة سريعة.
بل. آثر السعدني أن يقف دوما على ناصية الإنتقاء .
كثيرا مانرى أن فصل الممثل شخصه وصفاته الخاصة عن دوره هو سر النجاح .
مع السعدني كان منحه لأدواره من روحه وافكاره سر لنجاحه المنفرد .
فجعلنا نحب ذلك منه ونتقبله طواعيه، وعن طيب خاطر .
السعدني كان واثق الخطوة،لايري أن المضي هرولة نجاح.
ولكن النجاح ان تري وتتعلم أين تضع قدميك .
ربما لم يوضع السعدني فى خانة التكريمات الخاصة به كممثل وفنان!
ولكن يبقي أنه كرم فى قلب محبيه بحب شديد الخصوصية . وترك إرث فني وثقافي يحترم جدا ولايخجل منه ورثته.
عرف مكانته فحافظ عليها ولم يقحم نفسه فى اعمال لمجرد التواجد والظهور صابا جام غضبه على زمن ينسي فيه الممثل بعد كبره!
هو احترم تاريخه وتوقف عندما حان الوقت.
واكتفى بحياة أسرية هادئة مع أسرته وأحفاده .
ليكمل صورته بدواخلنا التي رسمناها له بتعبه واجتهاده وإيمانه بالفن وبدوره.
انه هو السعدني بكل احترامه وتقديره لنفسه أولا ثم فنه وجمهوره ثانيا .
رحم الله من يرحل ويترك ذلك الأثر الذي يجعل كل من يتعثر به يدعو له بالرحمة وجنات الفردوس