رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أسامة كمال وزير البترول السابق في حوار مع المصير :أزمة تخفيف الأحمال ”هتزيد” ومش عايزين نوصل لنقطة حرجة

المصير

الأربعاء, 17 إبريل, 2024

05:14 م

القول بأن حقل ظهر به مشكلة، هو حق يراد به باطل

استخدام الغاز الطبيعي في مصر يتم بشكل خاطيء تماما

إنتاج مصر تضاعف من الكهرباء، بينما ظل ثابتاً منذ عهد محمد على وحتى مبارك

لدينا فائض في الكهرباء ولكن المشكلة في الوقود

لا توجد دولة في العالم بلا وزير إستثمار

أجرى الحوار: نجلاء كمال ومحمد أبوزيد

أكد المهندس أسامة كمال، وزير البترول السابق، أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي المسماه إعلاميا بتخفيف الأحمال، ستزيد بفعل ارتفاع أسعار البترول.

وشدد في حواره مع موقع المصير، على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء قبل أن تصل الدولة إلى نقطة حرجة، لن تستطيع فيها إمداد القطاعات الحكومية بالبترول المدعم، وذلك نظرا للزيادة المستمرة في أسعار البترول.

ونفي كمال، أن تكون تكلفة تشغيل محطات الكهرباء باهظة للدرجة التي تجعلها تتسبب في خسائر للدولة، وأكد أن الغاز الطبيعي لا يتم استخدامه بشكل صحيح في مصر، نافيا وجود أي مشاكل فنية في حقل ظهر للغاز.

وإلى نص الحوار:

هناك تقارير تفيد بأن بعض محطات الكهرباء التي تم إنشاؤها مؤخرا والتي كلفت الدولة مليارات الدولارات قد توقف العمل بسبب تكلفة التشغيل الباهظة فما مدى صحة تلك التقارير ؟

هذا الكلام غير دقيق أو حق يراد به باطل، فمنذ عهد محمد علي وحتى الرئيس السابق مبارك أي على مدار 150عام كانت إجمالي الطاقة المنتجة 32جيجاوات، وكان يُستخدم منها علي أرض الواقع 25جيجاوات فقط.

ولكن الدولة بدأت منذ عام 2015 في إجراء تطوير كبير في قطاع الكهرباء والطاقة الانتاجية، وأصبحت الطاقة الإنتاجية الحالية تقريبا هي ضعف ما كانت عليه مصر خلال القرن ونصف الماضيين، حيث وصلت ل53جيجاوات، وبلغ أعظم استهلاك 33جيجاوات.

كيف تكون إنتاجية الكهرباء قد تضاعفت ومصر لديها فائض في الكهرباء في ظل وجود تخفيف أحمال مستمر منذ عام ؟

بالرغم من الفائض الكبير في الطاقة الإنتاجية للمحطات لا يوجد وقود لتشغيل هذه المحطات، و تكلفة تشغيل محطات الكهرباء غير اقتصادية.

كيف تحولت الدولة من كونها مصدرة للغاز وتمتلك حقل ظهر وأحاديث عن تحولنا لمركز إقليمي للطاقة، إلى دولة مستوردة للغاز، بل ولدينا عجز في الإنتاج المحلي؟

نحن كنا دولة مصدرة للقطن، فماذا حدث، شوف عدد سكانك كان كام؟ كنا 20 مليون حينما كنت تصدر القطن، اليوم أنت 110 مليون.

ولكننا كنا نصدر الغاز منذ ثلاثة أعوام فقط، فكيف تحولنا إلى مستوردين في فترة قصيرة؟

بالطبع كنا نصدر غاز لما كان إنتاجك يصل 7 مليار، لكن الآن الإنتاج أصبح 6 مليار متر مكعب، فكيف تصدر الغاز وأنت إنتاجك 6 مليار، هل أنت فعلا بالـ 6 مليار تستطيع تعظيم إنتاجك فى الاقتصاد.. الإجابة لا، لأننا ببساطة نستهلك 4 مليارات قدم يوميا.

إنتاج الغاز الطبيعي وصل إلى 6مليار قدم يوميا، وهذا الإنتاج لا يتم توجيهه بشكل صحيح، بمعني آخر لا يستخدم في تعظيم قيمه مضافه في الاقتصاد، وذلك بسبب استهلاك 4 مليار قدم في إنتاج الكهرباء، وتشغيل محطات الكهرباء، وبالتالي ليس لهذه الكمية من الغاز المردود الاقتصادي الأمثل؟؟

هل توجد مشاكل في فنية كتسريب الماء أو مشاكل في الإنتاج في حقل ظهر؟

لا يوجد مشاكل في إنتاج حقل ظهر، وهذا الكلام حق يُراد به باطل، فإنتاج الغاز من حقل ظهر في 2018 وصل إلى 3مليار قدم مكعب يوميا، وعلى الرغم من أنه في أي حقل طبيعي يقل إنتاجه كل عام بمقدار 10%، أي أنه وبعد مرور خمس سنوات من المفترض أن يصل الإنتاج الي 1.5مليار قدم يوميا، إلا أن إنتاج الحقل هذا العام وصل ل2,3 مليار قدم يوميا.

ما هي أسباب زيادة أسعار الكهرباء بشكل مستمر؟

أسعار الكهرباء تزيد مع ارتفاع أسعار البترول، وأعتقد أنها ممكن تزيد أكثر في الفترة القادمة.

هل من المتوقع أننا نعود لتصدير الغاز مجددا في 2024؟

هل تصدير الغاز هو الحل الأمثل، قد يكون الحل الأمثل أنه يأتي بإيرادات، ولكن لا تستطيع الدولة أن تمد قطاع الكهرباء بالغاز أو باحتياجاته من وقود بأسعار متدنية، وفي نفس الوقت لا تستطيع رفع اسعار الكهرباء بأرقام كبيرة.

أين تكمن المشكلة إذن؟ هل هي في محطات الكهرباء؟

لا، ففي سنة 2015 عملنا تطويرا كبيرا جدا في قطاع الكهرباء والتوليد والنقل، وأصبح عندك طاقة إنتاجية اليوم تقترب من 53 جيجا، رغم أن أعظم استهلاك في السوق كان 33 فأنت تقريبا عملت ازدواج (ضعفت الطاقة الإنتاجية)، وما حدث ملحمة بطولية في قطاع الكهرباء من الدولة، والآن هذا الفائض كيف تستفيد منه؟ هذه هي القضية التي يجب أن نركز عليها.

وهل نحن وفي ظل هذه الحالة التي نعيشها لدينا فائض في الكهرباء؟

لدينا فائض في الطاقة الإنتاجية للمحطات، لكن ليس وقود يشغل هذا الفائض، فأنت تسير في طريق استهلاك البترول والغاز لتشغيل المحطات .

هذا يعني لو المحطات عملت بكامل طاقتها، بيبقى عندنا ضعف الطاقة ونقدر نصدر كهرباء؟

المشكلة هي هل هذه التكلفة الخاصة بالتشغيل اقتصادية أم لا؟ ، قلنا إن كيلو وات الكهرباء يأخذ 200 جرام غاز يعني بـ 10 سنت يعني تكلفة الكيلو وات اقتربت من من 15 سنت، يعني أكتر من 4 جنيهات، والدولة تبيعه ب 2,30 قرش

هذا يعني أن تكلفة تشغيل المحطات كبيرة للغاية؟

خطأ، "مفيش حاجه اسمها تكلفة تشغيلها"، تكلفة تشغيلها هذه معناها حاجات كثيرة مثل انخفاض الكفاءة مثلا.

"هما بيتكلموا في أنه يا أنا أعمل المشروع يا إنت تعمل المشروع وتبيع لي بشكل حصري، وأنا آخد منك وأبيع للناس ، أنا مش عايز لا دا ولا دا، أنا عايز مستثمر ييجي يعمل هو مشروع براحته ويبيع اللي هو عايزه"

"طب الراجل اللي هييجي دا هناخد منه ضرائب كام وهناخد منه جمارك كام، وبنفكر ازاي نضايقه ونحن مضينا في كوب 2022 13 إتفاق لتوريد الهيدروجين الأخضر، الإستثمارات تزيد عن 80 مليار دولار، فماذا تم تنفيذه منها؟.

"من آخر حاجه عملناها في قطاع البتروكيماويات كنت أنا اللي مضيت عليها ومن بعدها مفيش مشاريع كيمياويات اتعملت".

"عندك 10 أسواق محلية، وعندك 1200 سوق إقليمي في أفريقيا، وعندك ألف مليون مثلهم في أوروبا، عندك قوة بشرية جيدة جداً، مستوي تعليمي لا بأس به وخريجين جيدين، عندك مساحات مستوية، عندك مصادر مياه مثل النيل و3000 كليو متر شواطئ ، عندك موانئ ومطارات، كل عوامل النجاح موجودة ينقصها فكرة الاستثمار لكي ينجح المشروع.

يعني الليلة دي عند مين، عند وزير الاستثمار مثلا؟

الليلة دي عند الدولة، وزير الاستثمار لاينجح بمفرده لأنه عبارة عن بوابة، حتى لما الناس تأتي يقول لهم الإجراءات الإدارية، لكن هو سيساعد المستثمر في نجاحه لو ذهب وجلس مع وزير الكهرباء وقال له أريد أتعاقد معك على كهرباء.

حاليا لا يوجد وزير استثمار ومفيش دولة مفيهاش وزير استثمار.

ما هي المميزات التي يجب أن تعطيها الدولة للمستثمر لتشجعه لكي يأتي هنا؟

تسيبه في حاله، مش محتاجه تديله حاجه، المستثمر عايز حاجتين بس هما الختم والأرض.