رسائل لن يحملها البريد
سحر الحسيني
الرسالة الأولي ...
إلي غائبي أكتب
.....ألم تشرق الشمس بعد ؟!
ثمه أمر مختلط فشمسي لم تشرق بعد !
أقف على ناصية أشعتها الذهبية ألتمس نورها ودفئها. ..
ولكن ..
لازالت يدي قصيرة جدا ..قصيرة حد العجز.
كان يحملني علي جناحيه ويحلق بي ، لأخطف أول شعاع من شمس صباحي وأنسج منه رداء فرحي ...
عذرا ......
فلم أرتدي اليوم رداء فرحي ......
ألم أخبركم ....أنه كان ...!!
فاليوم أول أيام غيابه
أهرول إلى محبرتى وبعض أوراقي أحتضن قلمى المكتوى بأوجاع النوى متسائلة
كيف ليدى أن تخط رسائل غيابه ؟
وكيف للسانى أن ينعته غائبى؟
نزيف على قارعة البوح لا أستطيعه ، ولكننى سأكتب إليه مادامت نبضات قلبى تعبث بأركان صدري .
......
ياأيها البعيد بعد الهدب عن العين
وقريب كملتقى الروح بالجسد
لك يعلن الفجر إقترابه والليل إغترابه ،
ولك تشرق شمس الروح .
لم أكن لأعلم أن مابيننا قصير جدا وعميق أيضا جدا.
ولم أكن لأدري أن مابيننا مسافة نبضة قلب ، ولمحة برق .
وقت أن إتخذت قرارك لترحل ، أيقنت أنك ستفعل لامحالة وأنه من تلك اللحظة كتب على ناصيتي أنى سأبقى على ذمة غائب حتى آخر العمر .
لم أنبث وقتها ببنت شفه .. لاعتاب ،لاجدال ..
وأيضا لا عبرات .
فقط رائحة الموت والفقد والألم ....والخذلان.
...رحلت دون أن تخبرني كيف لي أن أسرق من غيمات ذكراك غيمة أسافر بها لنسيانك
..!!
رحلت دون أن تخبرني كيف أنجو من وجع
أن أصحو كل يوم خالية منك !!
رحلت دون أن تعلمني كيف لى العيش بدونك
وها أنا ذا
لا أملك سوى حروفي الصماء وأوراقي المبللة بدمائى الثخنة وقلمي العاجز المبتور .
وحديث معك لن ينتهي، ولن ينضب ، ولن يعرف النهايات ، حديث سرمدي ، خالد لايفني
ولكنه أبدا لن يصل إليك،
نعم غائبي...لن يصل إليك.
فرسائلي إليك رسائل من نوع خاص..خاص جدا !
رسائل لن يحملها البريد