مع قرب انتهاء حلقات مسلسل الحشاشين و بعد أن استمتعنا بملحمة فنية رائعة و انتاج ضخم لا يمكن لأحد إنكاره ..يبقي أن نتذكر أنه مجرد عمل فني أضيف إليه تفاصيل لخدمة التسلسل الدرامي و الحبكة الدرامية وذلك لأن جماعة الحشاشين لم يتمكن المؤرخين من رصدها ورصد أحداثها الحقيقية بسبب إحراق المغول لجميع الوثائق و الأصول والمكاتبات بعد الاستيلاء علي قلعة الموت والقضاء علي جماعة الحشاشين و لا أحد يعلم من فر و من مات منهم ولا أحد يستطيع الجزم بأنه قد تم القضاء عليهم كليا .. وكان من اوائل الكتاب اللذين كتبوا عن قلاع الحشاشين هو ماركو باولو اللذي دون رحلاته المختلفة و الممتدة عبر قرابة ٢٤ عاما في كتابه ( رحلات ماركو باولو) وقد ذكر فيه حلم الجنة و صاحب مفتاح الجنة كما وردت في حلقات المسلسل بكل تفاصيلها ولكن بالرجوع لموقع هذه القلعة نجد أنه ذو طبيعة و مناخ بارد جدا نظرا لموقعها فوق أعلي الجبل ولا يمكن أن يجري فيها الأنهار كما صورها ماركو في وصف جنة الحشاشين وهذا ما يشكك في روايته عن هذه القلاع .. وكتب أيضا برنارد لويس عن هذه الجماعة كتاب ( الحشاشين فرقة ثورية في تاريخ الإسلام ) اللذي يعرض تاريخ فرقة الحشاشين و عقائدها منذ نشأتها في القرن الحادي عشر الي نهايتها علي إثر الغزو المغولي للشرق الغربي و سرد كل تفاصيل هذه الجماعة كما عرضها مسلسل الحشاشين . ولكن برنارد لويس من المستشرقين اللذين حاولوا تشويه التاريخ الاسلامي و صاحب المخطط المعروف لتقسيم و تفكيك جميع الدول العربية و الإسلامية لدويلات و لذلك لا يعد مصدر موثوق ليكون مرجع حقيقي و صحيح لأسرار هذه الجماعة
وفي النهاية يجب أن نعترف أن هذه الحقبة من التاريخ هي حقبة مجهولة لا يمكن لأحد أن يجزم بما جري فيها من أحداث و تفاصيل مطلقة لصعوبة الوصول لمصادر معروفة و موثوق فيها ..
ولا نستطيع إنكار المجهود المبذول من صناع هذا العمل للوصول إلي حقيقة اول جماعة إرهابية في عالم الإجرام والإرهاب والقتل فلا خلاف علي ذلك رغم عدم وجود وثائق تدينهم