كتب - شريف سمير :
أي أب أو أم ينتظران مولودا جديدا، أول اسم يفكران فيه هو "محمد"، وينطق به لسانهما فور خروجه إلي النور ليدون في شهادة الميلاد بأعظم 4 حروف .. ولذلك تسائل البعض عما إذا كان لاسم سيد الخلق أجمعين جذور قبل ظهور النبي .. وبحث العلماء وأجاب الفقهاء، فأكدت دار الإفتاء المصرية أن "محمدا" هو أشهر أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سمى بعض العرب أبناءهم بهذا الاسم حينما سمعوا من الكهان وأحبار اليهود أن نبيًّا سيبعث في هذا الزمان اسمه محمد، فأعربوا عن رجائهم بأن يكون النبي الجديد منهم، ولكن لم يدَّعِ واحد من هؤلاء النبوة قط.
** الإمام السهيلي أول المكتشفين!
وأضافت دار الإفتاء أن العلماء اختلفوا في تعداد من تسمَّى من أبناء الجاهلية بهذا الاسم، فذهب الإمام السهيلي إلى أنهم 3 أشخاص، موضحا في "الروض الأُنف" أن ثَلَاثَة طَمِعَ آبَاؤُهُمْ حِينَ سَمِعُوا بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَبِقُرْبِ زَمَانِهِ وَأَنَّهُ يُبْعَثُ فِي الْحِجَازِ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا لَهُمْ، ذَكَرَهُمْ ابْنُ فَوْرَكٍ فِي كِتَابِ "الْفُصُولِ"، وَهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، جَدُّ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ، وَالْآخَرُ: مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ من الْأَوْسِ، والثالث هو مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ آبَاءُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ قَدْ وَفَدُوا عَلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَبِاسْمِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ خَلَّفَ امْرَأَتَهُ حَامِلًا، فَنَذَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إنْ وُلِدَ لَهُ ذَكَرٌ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ.
** القاضي عياض يضاعف العدد!
وذهب القاضي عياض إلى أن تعدادهم 6 أفراد لا سابع لهم؛ فقال في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" :مُحَمَّدٌ أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلَا غَيْرُهُمْ، إِلَى أَنْ شَاعَ قُبَيْلَ وُجُودِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمِيلَادُهُ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ .. فَسَمَّى قومٌ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يكون أحدهم هو، وَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ الْأَوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأنصاريُّ، ومحمد بن بَرَاءٍ الْبَكْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْجُعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ السُّلَمِيُّ لَا سَابِعَ لَهُمْ، وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ مُحَمَّدًا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، وَالْيَمَنُ تَقُولُ: بَلْ مُحَمَّدُ بْنُ الْيَحْمَدِ مِنَ الْأَزْدِ".
** رواية ثالثة للعسقلاني!
وجاءت رواية ثالثة علي لسان الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" قائلا :"َقَدْ جَمَعْتُ أَسْمَاءَ مَنْ تَسَمَّى بِذَلِكَ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ فَبَلَغُوا نَحْوَ الْعِشْرِينَ لَكِنْ مَعَ تَكَرارٍ بَعْضِهِمْ، فَيَتَلَخَّصُ مِنْهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ فقط" .. وهكذا ضربت الحيرة العلماء والفقهاء وصولا إلي أهل الدين والعامة حول عدد من ظفروا باسم "محمد" قبل ولادة الصادق الأمين، وكيف حاول قوم كثيرون الالتصاق برسالة النبوة قبل أن يهبط الوحي من السماء علي أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء.