رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الإشارة إلي ليلة القدر المباركة في ”إنجيل برنابا” !!

المصير

الجمعة, 5 إبريل, 2024

11:03 ص

بقلم الباحث والكاتب / أسـامـة مرعـي

هناك مفاجأة غريبة سوف أذكرها لكم وهي أن السيد المسيح / عيسي ابن مريم () قد أشار إلي « لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ » التي تأتي في شهر رمضان الكريم من كل عام هجري ، من خلال الإشارة والرمز، منذ أكثر من 2000 عام من التاريخ الميلادي ، وذلك في « إنجيل برنابا » الذي رواه القديس / برنابا () وهو احد الحواريين الأثني عشر من أنصار المسيح عيسي ابن مريم () ، واعتقد والله اعلي واعلم أن « إنجيل برنابا » هو الإنجيل الصحيح للمسيح / عيسي ابن مريم () ، ولكن النصارى يدعون أن هذا الإنجيل هو من كتب اﻷﺑﻮﻛﺮﯾﻔﺎ - أي غير القانونية - ولذلك فهم لا يعترفون به ، حيث رفضته الكنيسة الأرثوذكسية وحرمت تداوله ، وقامت بإخفائه لأكثر من ثلاثة عشرة قرنا من الزمان ، ولكيفية اكتشاف مخطوط « إنجيل برنابا » التي اختلسها الراهب/ فرامرينو ، من مكتبة البابا سكتس الخامس ، قصة غريبة ذكرها الدكتور/ خليل سعادة ، في المقدمة التي كتبها لـ « إنجيل برنابا » عندما قام بترجمته من اللغة الانجليزية إلي العربية ، حيث أن المستشرق / سايل قال في مقدمة النسخة الاسبانية من « إنجيل برنابا » أنها مترجمة عن النسخة الايطالية ومصدرة بمقدمة يقص فيها الراهب اللاتيني / فرامرينو كيفية عثوره علي مخطوط « إنجيل برنابا » فيقول: انه عثر على رسائل لإيرينايوس وفي عدادها رسالة يندد فيها بالقديس بولس ، وأن إيرينايوس أسند تنديده هذا إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب فرامرينو من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا ، فأخذ النوم يداعب أجفان قداسة البابا ، فأحب الراهب فرامرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يصحوا البابا من نومه ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الإكتشاف ، فخبأ هذا الإنجيل في أحد أرديته ، ولبث إلى أن إستفاق البابا ، واستأذنه في الإنصراف حاملا معه ذلك الكنز العظيم ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق كبير ، واعتنق على إثر ذلك الدين الإسلامي.

وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر « إنجيل برنابا » في فجر القرن الثامن عشر وأحدث دويا عظيما عند النصارى وأجمعوا أمرهم على محاربته وتكذيبه وعدم نشره وبالفعل تم لهـم ذلك ، بل إن هذا العداء توارثته أجيال النصارى جيلا بعد جيل ، وفي زماننا هذا لا توجد طائفة من النصارى في العالم كله شرقا وغربا تؤمن بـ « إنجيل برنابا » ، بل أقام أساقفة النصارى بتصنيف الردود على « إنجيل برنابا » ، حتى قال أحد الأساقفة الملاعين: هذا الكتاب المنحول على القديس برنابا يسميه أعداء الدين بإنجيل ، وما هو بإنجيل ، فالإنجيل بشارة مفرحة ، بينما أن هذا الكتاب الشرير كصاحبه الشرير ، رسالة كافرة أثيمة ضارة هو مجموعة متناقضات لا ترضي المسلم الحق بقدر أنها لا ترضي المسيحي الحق .

وقد أشار السيد المسيح / عيسي ابن مريم () إلي « لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ » التي أعطاها الله تعالي هبة لنبيه محمد () ولأمته الإسلامية في شهر رمضان الكريم من كل عام هجري ، في عدة مواضع مختلفة بـ « إنجيل برنابا » ، وهي كما يلي :

1- جاء في « إنجيل برنابا » ، ما يلي : { ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان برحمته، أجابت المرأة: إننا ننتظر مسيا فمتى جاء يعلمنا، أجاب يسوع: أتعلمين أيتها المرأة أن مسيا لا بد أن يأتي ؟، أجابت : نعم يا سيد ،حينئذ تهلل يسوع وقال: يلوح لي أيتها المرأة انك مؤمنة ، فاعلمي إذا انه بالإيمان بمسيا سيخلص كل مختاري الله ، إذا وجب أن تعرفي مجيء مسيا ، قالت المرأة: لعلك أنت مسيا أيها السيد ، أجاب يسوع : إني حقا أرسلت إلى بيت إسرائيل نبي خلاص ، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم ، حينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة " حتى أن سُّنَّةُ اليُوبيل التي تجيء الآن كل مائة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان "، حينئذ تركت المرأة جرتها وأسرعت إلى المدينة لتخبر بكل ما سمعت من يسوع } [ إنجيل برنابا : 82 ] .

قول القديس / برنابا () : { حتى أن سُّنَّةُ اليُوبيل التي تجيء الآن كل مائة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان } واليُوبيل هو احتفال ديني كبير بـ " يوم الكفارة " كان يقام عند اليهود القدامى كل مائة سنة ، وكانوا يطلقون عليه اسم : ( اليُوبيل المِئويّ ) .

واليُوبيل هو الاحتفال الديني الكبير بـ " الغفران الكامل العامّ " الذي كان يمنحه البابا في بعض المناسبات الدينية عند طائفة الكاثوليك من النصارى الغربيين ، ومن هذا نستنتج أن كلمة : (اليُوبيل) في معناها العام تعني الاحتفال الديني الكبير ، سواء كان عند اليهود أو النصارى أو المسلمين .

وبهذا يمكن أن نعرف أن المقصود بقول المسيح / عيسي ابن مريم () : ( سُّنَّةُ: اليُوبيل ) أي عادة الاحتفال الديني الكبير بالغفران الكامل للذنوب ، وفي هذا إشارة إلي لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ التي كانت تأتي من قبل في الأمم السابقة مرة كل مائة سنة ، وكان يتم الاحتفال بها لمدة طويلة قد تصل أحيانا إلي سنة ، والتي أعطاها الله تعالي هبة لحبيبه محمد () فجعلها النبي محمد () لأمة الإسلام في شهر رمضان الكريم من كل عام تعويضاً لأمته علي أعمارهم القصيرة بالمقارنة مع أعمار أمم الأنبياء والرسل السابقين التي كانت طويلة جدا والتي قد تصل إلي مئات السنين .

2- جاء في « إنجيل برنابا » ، ما يلي : { وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع، فقال لهم: ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليُوبيل السنوي الذي يجيء الآن كل مائة سنة ، لذلك لا أريد أن ننام بل نصلي محنين رؤوسنا مائة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ، فلنقل كل مرة: اعترف بك إلهنا الأحد الذي ليس لك من بداية ولا يكون لك من نهاية، لأنك برحمتك أعطيت كل الأشياء بدايتها وستعطى بعدلك للكل نهاية، لا شبه لك بين البشر، لأنك بجودك غير المتناهي لست عرضة للحركة ولا لعارض، ارحمنا لأنك خلقتنا ونحن عمل يدك } [ إنجيل برنابا : 83 ] .

قول القديس / برنابا () : { ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليُوبيل السنوي الذي يجيء الآن كل مائة سنة لذلك لا أريد أن ننام بل نصلي } إشارة إلي لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ التي كانت تأتي من قبل في الأمم السابقة مرة كل مائة سنة ، والتي تأتي الآن في شهر رمضان الكريم من كل عام هجري ، وعلى ضوء ما جاء في هذا النص يمكن أن نفهم المعني المقصود من عبارة : ( سُّنَّةُ اليُوبيل التي تجيء الآن كل مائة سنة ) التي ذكرها السيد المسيح / عيسي ابن مريم () في الفقرة السابقة .

3- جاء في « إنجيل برنابا » ، ما يلي : { ولما صلى يسوع قال: لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة ، لأنه أعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة إذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله ، وقد سمعت صوته ، فلما سمع التلاميذ هذا تهللوا كثيرا وقالوا : يا معلم علمنا شيئا من الوصايا هذه الليلة } [ إنجيل برنابا : 84 ] .

قول القديس / برنابا () : { لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة ، لأنه أعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة } إشارة إلى لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ التي يهب الله عز وجل فيها رحمة عظيمة للأمة الإسلامية حيث يغفر فيها ذنوب كل من أقامها من عباده إيمانا واحتسابا ابتغاء لمرضاة الله تعالي ، وهذه الليلة العظيمة تأتي الآن بفضل الله تعالي ورحمته الواسعة علي الأمة الإسلامية في شهر رمضان الكريم من كل عام هجري .

وقول القديس / برنابا () : { إذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله ، وقد سمعت صوته } يدل علي أن السيد المسيح / عيسي ابن مريم () وحوارييه الأثني عشر- رضي الله عنهم - قد صلوا في جماعة مع رسول الله محمد () وهو المقصود بقوله : { قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله } وقد سمع السيد المسيح / عيسي ابن مريم () صوت رسول الله محمد () ..!!

وبذلك نعرف أن السيد المسيح / عيسي ابن مريم () قد أشار بالتلميح إلي « لَيْلَةِ الْقَدْرِ المُبَارَكَةٍ » التي تأتي في شهر رمضان الكريم من كل عام هجري ، منذ أكثر من 2000 عام من التاريخ الميلادي ، وهذا وجها من أوجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في « إنجيل برنابا » ، يشهد للسيد المسيح / عيسي ابن مريم () بأنه كان موصولا بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض ، عز جاهه ، وجل ثناؤه ، ولا اله غيره ، ولا معبود بحق سواه .

ومعني كلمة : ( الْيُوبِيلُ ) كما جاءت في كتاب : ( قاموس الكتاب المقدس ) هي ما يلي : [ الْيُوبِيلُ : هو اسم عبري معناه " قرن الخروف ، بوق" ومعناها الأصلي النفخ بالبوق، لأنهم كانوا ينفخون بالأبواق يوم الكفارة في سنة اليوبيل، وهي السنة التي تلي أسبوع الأسابيع أي سنة الخمسين ، وفي هذه السنة كان يعود الأشخاص والعائلات والعشائر إلى حالتهم الأصلية ، فكان يحرر العبيد العبرانيون الأصل ، حتى الذين كانت قد ثقبت آذانهم، وترد جميع الرهائن والأراضي إلى أصحابها الأصليين ، ما عدا البيوت في المدن المأسورة (لا 25: 8-17 و23-55 و 27: 17-25 وعد 36: 4) وكان اليوبيل تاج النظام السبتي ، وكانت السبوت لراحة الإنسان وتنمية الأحاسيس الروحية ، وكانت السنين السبتية لراحة الأرض ، وكان اليوبيل لراحة الجمهور، ولكنه على الأرجح ، لم يمارس بالدقة والكيفية التي ذكر فيها في سفر اللاويين (لا 25: 8-17). ] .

والجدير بالذكر أن العلماء والباحثين المعاصرين اختلفوا حول سُّنَّةُ اليُوبيل ( أي الاحتفال الديني الكبير) هل كان يتم الاحتفال به كل مائة سنة أم كل خمسون سنة ، وقد علق علي هذا الموضوع الدكتور/ أحمد حجازي السقا - رحمه الله - في تقديمه لـ « إنجيل برنابا » حيث قال تحت عنوان : (سُّنَّةُ اليُوبيل) ما نصه : ( يقول الأستاذ / السيد محمد رشيد رضا : « وقد كانت مسألة اليُوبيل أقوي الشبهات عندي علي كون كاتب إنجيل برنابا من أهل القرون الوسطي ، لا من قرن المسيح ، حتى بين الدكتور خليل سعادة ضعفها بدقة نظر »، والذين قالوا إن إنجيل برنابا مزور ردوا علي الدكتور خليل سعادة بقولهم : لفظ خمسين بالإيطالية "Cinguento"، ولفظ مائة بالإيطالية "Cento" وهذا معناه أن اليُوبيل كان بعد مائة عام كما في إنجيل برنابا ، ويكون دفاع الدكتور خليل سعادة في غير موضعه،والنص علي سُّنَّةُ اليُوبيل مذكور في « سفر اللاويين » وهو مقدر بخمسين سنة ، ونصه : { وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ، وَتُنَادُونَ بِالْعِتْقِ فِي الأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً، وَتَرْجِعُونَ كُلٌّ إِلَى مُلْكِهِ، وَتَعُودُونَ كُلٌّ إِلَى عَشِيرَتِهِ } [ سفر اللاويين 25 : 10 ] .

والرد علي هؤلاء هو أن أرقام الحساب غير منضبطة لا في التوراة ولا في الإنجيل وأن أخطاء النساخ كثيرة في التوراة وفي الأناجيل ، الأخطاء القصدية والعفوية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخري : هي أن هؤلاء قد غفلوا عن أن الإيطالية الحديثة تختلف عن الإيطالية القديمة ، وهذا الإنجيل منقول عن نسخة طسكانية أو عن نسخة بلغة البندقية ، تطرقت إليها اصطلاحات طسكانية ، فقول الدكتور خليل سعادة « ولعل الصواب : أن هناك خطأ في النسخ أسقط الناسخ فيه بعض حروف من كلمة خمسين الإيطالية فصارت تقرأ مائة ، لأن في رسم الكلمتين ما يسهل الوقوع في مثل هذا الخطأ » هو قول صحيح .

انظر إلي هذا النص من « إنجيل لوقا » وهو : { وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً ، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». } [ إنجيل لوقا 24 : 13 ] ، هذه هي ترجمة البروتستانت .

وأما ترجمة دار المشرق في بيروت سنة 1989م ففيها " مائة وستين غلوة " عن بعض المخطوطات القديمة ، فمن هم هؤلاء الذين زادوا المائة علي الستين ؟ ومن هم هؤلاء الذين جعلوا العدد ستين فقط ؟ ، وفي ترجمة كتاب " الحياة " عربي وإنجليزي وضعوا في النص العربي جملة بين قوسين ليشيروا بها إلي ترجيح أحد الرأيين ، ولم يضعوا ما يقابلها في النص الإنجليزي ، هكذا : { وَكَانَا اثْنَانِ مِنْهُمْ مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ تبعِدَ سِتِّينَ غَلْوَةً - أي سبعة أميال - عَنْ أُورُشَلِيمَ ، اسْمُهَا عِمْوَاسُ }.

انظر أيضاً ما جاء في " سفر التكوين " : { جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ } [سفر التكوين 46 : 27 ] .

وجاء أيضاً في سفر " أعمال الرسل : { فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْسًا } [ سفر أعمال الرسل 7 : 14 ] .

" Seventy - Five "، فالأعداد لا تنضبط كما تري ، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك .