(لم أستطع النوم ليلة واحدة)
هذه آخر كلمات مشيرة وقد أكلت النار جسدها، مضى عام على العائلة المسكينة بين صراخ و بكاء، حيرة الأم كل ليلة و الأب لم يترك مسجد، ولا شيخ إلا وطرق بابه !
حفل التخرج
بدأت الحكاية من يناير العام الماضي، كلية الفنون الجميلة تحديداً يوم تخرج "مشيرة"، كان كل شيء جميلاً الورود وقبعة التخرج، تزين رأسها و الوشاح الأسود يتلألأ باسم "مشيرة"، فرحة الأم لا يمكن وصفها، ودموع الأب وهو ينظر لجمال ابنته، فقد أصبحت الابنة المدللة مهندسة ديكور، وأبواب الابداع أمامها.
نظرة من عالم آخر
"مشيرة عوض الله حسين" نادى مسؤول تسليم الشهادات اسم مشيرة، لتهرول مسرعة وهتاف إخوتها يزلزل جدران المسرح، صعدت درجات السلم وكأنها درجات المجد، لتتسلم شهادة التخرج كفاح 23 عام.
عندما وقفت مشيرة تستمع إلى التصفيق الحار، إذا بثانية غيرت حياتها للأبد جاءت عيني مشيرة بعين أحد الحاضرين، ولكن ارتجفت وتحجرت جميع أعضاء جسدها، عندما جاءت عينها بعين أحد الحضور، ظل الجميع ينادي "مشيرة....مشيرة"، ولكن لم تصل الكلمات إلى أذنها ولم تر عين مشيرة أي، تلويح بالأيدي حتى ذهب إليها الجميع، ولكن مشيرة لن تحرك ساكناً ظلت ترتجف، إلى أن أخذتها أسرتها إلى المنزل.
عام العذاب
ظلت مشيرة على هذا الحال يومان وجاء الأهل والجيران، الكل في حيرة مالذي حدث ؟؟!!
الجميع يتحدث عن حسد لمشيرة، وكل ليلة يستيقظ الأبوين والأخوة على صراخ المسكينة، لم تتفوه بكلمة واحدة وكأنها ليست معهم، أتى الشيوخ لرقية مشيرة وجاء الجيران لتحاول أن تجذب نظر مشيرة، ولكن دون جدوى كل يوم لا يصدر عن مشيرة أى ردة فعل، لم يستطع أطباء المخ والأعصاب حتى أن يساعدوا مشيرة.
كل يوم يجلس الأب والأخوة بجوار مشيرة، لاتتحرك حتى عينيها، تدخل إلى الحمام وتخرج وتضع الطعام في فمها، ولكن لاتعي حتى ماذا تأكل ومن الذي يتحدث بجوارها.
يوم الصدمة
لم يستيقظ الأب والأخوة على صراخ مشيرة، ولكن هذه المرة كانت الأم وكانت صرخاتها تصل إلى الشوارع المجاورة، أتى الجميع والجيران والأخوة والأب، ليجد الأم تحتضن مشيرة المسكينة وقد أضرمت النار في جسدها !!!!
كانت النظرة من عالم آخر
منه أدهم