صلاح يعيش فى "الصندوق الزجاجي"!!
بمناسبة الحديث واللغط المستمر حول العلاقة المشبوهة التي يتورط فيها نجم مصر والعرب محمد صلاح، مع كواليس المنتخب الوطني، والتى تلوثها حسابات اتحاد الكرة .. لا أحد يستطيع أن ينكر التفوق أو يبخس حق المشوار العصامي وبناء الطموح بصورة شرعية وشريفة، ولكننا هنا نقارن بين صلاح فى مصر ، ومليون صلاح فى أوروبا و أمريكا اللاتينية .. فالنموذج الفرعوني شديد الندرة وشحيح فى منتجاته وأنواعه من مصنع الموهوبين والأذكياء، بينما المعمل الغربي حافل بالتجارب الناجحة يوميا والتي تخضع للفحص والتدقيق فى معادلات تكوينها وتسويق مهاراتها وتطوير إمكانياتها بالتدريب المحترف والالتزام الأخلاقي واتباعها التعليمات والنظام فى كل شىء ... لم يعد مطلوبا الوقوف عند فيلم "مو صلاح" والاعتزاز بقيمته وكفاءته، تاركين الساحة الرياضية بلا أعمال وتابلوهات فنية مبهرة فى مشوارها وسمعتها وثبات مستواها .. ولم يكن للأسطورة الأرجنتينية ميسي أن تحصل على نسخة كأس العالم فى الدوحة ويتوج البرغوث الرهيب بوسام أفضل لاعب إلا بمعاونة كتيبة رائعة من زملائه المنتشرين فى مختلف الدوريات العالمية وبطولات الأندية الكبري .. فالفريق الجماعى هو مفتاح أى نصر، وشفرة كل فوز!.
- لدينا ذخيرة حية من ذوى المهارات والبصمات داخل المستطيل الأخضر، من الأندية ومراكز الشباب حتى القرى والنجوع وحارات "الكرة الشراب"، وينقصها فتح باب الاحتراف أمامها علي مصراعيه وتربية براعم من قطاعات الناشئين منذ الصغر بلا مجاملات أو رشاوى من "تحت الترابيزة" علي حساب الفرصة لمن يستحق .. حياتنا الرياضية شأنها شأن أى مجال آخر، لا ترتقي ولايستقيم عودها الأعوج إلا بالصندوق الزجاجي حيث شفافية القرار ونزاهة الاختيار .. والضمير اليقظة فى اكتشاف الجواهر و"صنفرتها" من غبار الفساد والحقد و"مرض الغرض"!!