رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أبو الجاسم محمد محمود يكتب عمار بن ياسر رجل تشتاق إليه الجنة

المصير

الثلاثاء, 12 مارس, 2024

11:20 ص


هو عمار بن ياسر ابن عامر بن مالك بن كنانة وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات قتلها أبو جهل، كان عمار يكنى أبا اليقظان، وكان رضي الله عنه أسمر اللون طويلاً مضطرباً، أشهل العينين (يخالط سواد العينين زرقة)، عريضاً، بعيد ما بين المنكبين، وقيل: كان أصلع، في مقدم رأسه شعرات، وكان لا يغير شيبه.
هو أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة، عذب هو وأبواه في الله عذاباً شديداً، وأمه أول شهيدة في الإسلام، هاجر إلى المدينة، واستأذن مرة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذنوا له مرحباً بالطيب المطيب، ولاَّه عمر الكوفة، وكتب إلى أهلها يقول لهم: إنه من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
عاش قرابة مائة عام، وشهد بدراً وأحداً وبيعة الرضوان والمشاهد كلها مع رسول الله، وشهد قتال مسيلمة الكذاب في اليمامة، وأبلى فيه بلاءً حسناً، وقطعت أذنه يومها، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجمل وصفين، وفيها استشهد، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقتله الفئة الباغية).
هاجر عمار الهجرتين، إلى الحبشة أولاً، ثم إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حذيفة بن اليمان، وجاهد عمار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلف عن غزوة، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم قاتل عمار المرتدين في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه، ويروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟، أنا عمار بن ياسر، هلموا إليَّ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت، فهي تدبدب، وهو يقاتل أشد القتال.
وانحاز رضي الله عنه إلى علي بن أبي طالب، وقاتل معه، وعاتبه في ذلك بعض الصحابة، كان يؤمن أنه يقاتل في جانب الحق، وأن الفئة الباغية تقتله، وكان صحابة رسول الله يتتبعون عماراً حيث يقاتل، يقول أبو عبد الرحمن السلمي: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة، الجنة تحت البارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمداً وحزبه.
وحين جاء أجله، قال: ائتوني بشربة، فأتي بشربة لبن، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن، وشربها ثم قاتل، حتى قتل، وكان عمره يومئذ فوق التسعين.
روى عمار بن ياسر رضي الله عنه، كثيرًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كتابه: (أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد) وضعه ابن حزم الأندلسي في أصحاب العشرات، وعده الرقم اثنان وخمسون (52) ممن رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن له اثنان وستون حديثاً، وكذلك ذكر صاحب كتاب (سير أعلام النبلاء) أن له في (مسند بقي بن مخلد) بالمكرر اثنان وستون حديثاً، له منها في الصحيحين خمسة أحاديث وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى له مسلم حديثاً عن حذيفة بن اليمان.
وحدث عنه أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وعبد الله بن عباس (أبو داود، والنسائي)، وأبو موسى الأشعري (البخاري ومسلم والنسائي)، وأبو أمامة الباهلي، وجابر بن عبد الله، وآخرون