رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

حسن القباني يكتب عن الطيار الذي حرق نفسه من أجل غزة :بوعزيزي أمريكا

المصير

الثلاثاء, 27 فبراير, 2024

12:53 م


على طريقة البوعزيزي التونسي ، اختار جندي القوات الجوية الأميركية " آرون بوشنل" البالغ من العمر 25 عاما، الموت حرقا، في الساعات الاخيرة، رفضا على جرائم الابادة الجماعية في قطاع غزة، في لحظة إنسانية فارقة، تعيد صرخات البوعزيزي لعل الضمير الأمريكي يستيقظ، ويتوقف عن "الفيتو" القاتل والدعم المجنون للكيان الصهيوني.
أمام سفارة الكيان اللقيط، في واشنطن، وقف "بوشنل "بزيه العسكري، في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت يقول : "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية" قبل أن يصرخ وهو في طريقه الي السفارة :" سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم"، ليفاجأ الجميع بإشعال النار في نفسه، وهو يصرخ مرة أخرى :" الحرية لفلسطين" حتى توقف عن التنفس .
المفارقة البليغة بعد هذا المشهد الصعب إنسانيا ، جاءت عندما وقع "بوشنل"، حيث سارع أحد أفراد الشرطة بتوجيه مسدسه إليه قائلا له : " استلق على الأرض"، ليرد عليه شرطي آخر :"نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا"، وكأنها رسالة للجميع الآن: إن ما يحتاجه الكون والمنطقة العربية الآن مطفأة حريق وليس مسدسا.
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى المجيدة في 7 أكتوبر الماضي، دفاعا عن المقدسات وحق التحرر والاستقلال ، فتحت الولايات المتحدة الأمريكية جسرا جويا لنقل الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، ووصلت مئات الطائرات وسفن الشحن الأميركية، تحمل مساعدات عسكرية إلى الكيان الصهيوني، ليخرج "بوشنل" من نفس السلاح الجوي، محتجا بأقصى درجات الاحتجاج وهي "الروح" فداء للحقيقة التي تؤلمه فيما يبدو على مدار الشهور الأربع الماضية.
إن رسالة "بوشنل" واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكل العالم الحر مضمونها كلمة واحدة "كفى"، يكفي ما حدث على مدار أكثر من 75 عاما ترزح فيها فلسطين ، كفى حصارا وقمعا وجرائم ابادة جماعية وحرب تجويع للشعب الفلسطيني في غزة، كفى فصل عنصري وجرائم قتل واعتقال في الضفة، كفى مساس بالمسجد الأقصى والكنائس في الأراضي المقدسة، كفى سقوط أكثر من 30 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، ومن بينهم 140 صحفي وصحفية، كفى استخداما للفيتو ودعم الجاني.
في 21 فبراير الجاري، كررت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أخطاء الساسة الأمريكان المنغمسين في دعم الكيان اللقيط وأعربت بدم بارد عن عدم صدمتها من أعداد الضحايا ، ولكن خرجت لها سيدة أمريكية بألف سيدة وقالت لها :" إسرائيل لا تدافع عن نفسها، بل إنها الإبادة الجماعية التي تمولونها".
هذه السيدة الأمريكية، صرخت صرخة حق في وجه سردية باطلة، وجاء اليوم "بوشنل" ليكمل صرختها بصرخة نارية موجعة باسم الانسانية في وجه منظومة أمريكية متواطئة، بلا عقل ولا منطق ولا احترام للإنسانية ولا للقانون الدولي ولا للمؤسسات الأممية، ولا لحق الشعب الفلسطيني في دولته وحريته ومقدساته، وهذه الصرخات لها ما بعدها ، ولاشك ، ففي أمريكا ضمير شعبي يقظ بات صديق لغزة والقضية الفلسطينية.