حالة من الدهشة لموقف تركيا والترقب لقرار أردوغانى واضح يصاحبه تحرك رادع والرغبة فى ألا يخيب أملى وتضيع أحلامى على صخرة الموقف التركى تجاه العدوان الغاشم للعدو الصهيونى على غزة ، والتطهير العرقى المتعمد لأهلها ، أمام الصمت العربي المخزى ، والتوطؤ المريب لبعض الأنظمة مع الصهاينة ، فى حالة فريدة من القهر والغضب المكبوت لدى الشعوب .
ولأن أردوغان بتاريخه من خلال عاطفة العثمانية التليدة وتحمل مسئولية تبعية ما قبل سايكس بيكو وسقوط الخلافة ، أمام تحدى خطير، برفع لواء المواجهة ضد قوى الشر بزعامة أمريكا والغرب ، حيث تم إكتشاف أن ولوج السياسة يتبعة الطهارة من النجاسة .
أردوغان لا يرى ألاف الشهداء ، وقد جاء إلى مصر والسيدة قرينته ووفد من رجال دولته ، ليرتدى طاقية الصوفية ، ويزور الأمام الشافعى ليتبرك بشفاعته ، بجانب ضمان حق تركيا فى غاز المتوسط ، ومآرب أخرى يعلمها أهل الحظوة من رجال السياسة ،
هدا الذى تباكى على غزة أمام العالم داعيا رفع الحصار عن أهلها ، دون أن يعلن إنسحابه من الناتو مثلا ، أو يدخل بقواته ويوجه ضربات موجعة للعدو من خلال حاملات الطائرات أو الصواريخ البلستية التى تملكها تركيا مثلا، أو ان يطرد السفير من باب أضعف الإيمان.
رغم أننى للسنوات كنت اردوغانى الهوى وصاحب عشق لتركيا وأهلها إلا أن الصدمة مما رأيته من موقفها المخزى لغزة والذى يختلف عن موقفها من سوريا ، وموقفها من مصر2013 وما بعدها ،وموقفها من البلقان .
الأن وقد سقط أردوغان كما سقط غيره ، بعد أن سحبت غزة ما عليهم من غطاء الستر ، وقد تعروا جميعا أمام التاريخ ، وأظنه سقط منذ مقتل جمال خاسقجى على أرضه ، مع ما كان يملكه من أدلة دامغة تدين قاتله قصاصا عادلا ، وقد رأى الرجل أن الاستفادة من الإستغفال أفضل بكثير من التصعيد ، لينعم قاتله بالسلطة والمال وإفساد الأرض ، وليتأكد لنا أنه لا دين ولا أخلاق لسياسى مادامت المصلحة هى الثمن .
فحين تكلم الرجل عن القيم وأخلاق الإسلام ، ودوره فى نصرة الضعفاء ملك القلوب قبل العقول و كم تمنيت أن ينصر به المستعفين ، ويرفع به شأن الأمة ، ولكن للأسف فالرجل كغيره كان يتكلم عن شعوب أخرى غيرنا وليست غزة من بينها .