رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معركة ”عض الأصابع” لن تتوقف .. إسرائيل تستغل الهدنة ”نفسيا” .. وحماس تعتبرها ”استراحة محارب”!!

المصير

الأربعاء, 7 فبراير, 2024

02:23 م

يخطئ من يتصور أن معركة عض الأصابع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ستنتهي بمجرد توقيع اتفاق الهدنة حتى ولو استمرت ٤٥ يوما قابلة للتجديد .. فالحرب النفسية بين الطرفين أقوى وأكثر خطورة وامتدادا من تبادل إطلاق النار والأسري .. وتسود التوقعات بأن طرفى الصراع فى الأراضي المحتلة لن يفرطا فى رغبتهما فى السيطرة على قطاع غزة بالكامل، وكل طرف يسعي بقوة وإصرار إلى سحب البساط من تحت أقدام الآخر وتجريده من كل وسائل وأدوات التفوق العسكرى والسياسي.
وحول هذه النقطة، اعتبر كلايف جونز أستاذ الأمن الإقليمي بجامعة "دورهام" في بريطانيا أن الهدنة هى "استراحة محارب" بالنسبة لحماس وستمنحها فرصة لإعادة تجميع صفوفها وإعادة التمركز وإعادة دراسة استراتيجيتها.
وأوضح أن وقف إطلاق النار لن ينفع بالضرورة القوات الإسرائيلية بنفس الطريقة التي ستستفيد بها حماس، مشيرا إلى أنه يبقى من الصعب على حماس استهداف القوات الإسرائيلية بسبب كون الأخيرة لا تزال لم تفقد زخمها من المنظور العسكري والغطاء الأمريكى المضمون، وقال :"لاتكتفي قوات الاحتلال بالتمركز في قواعد ثابتة، بل إنها تتحرك بشكل مستمر، بما يمنع حماس من مهاجمتها بسهولة".
وسياسيا، أكد جونز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعانى من ضغط عائلات المحتجزين في قبضة حماس، فضلا عن الشركاء الدوليين وخاصة الولايات المتحدة على حد سواء .. وأوضح في هذا الصدد أن "بيبي" العنيد مدرك للوضع في تل أبيب ولتراجع شعبيته فى ظل فضائح الفساد الداخلية، وبالتالى يبحث عن مخرج من مأزقه ومراجعة حساباته سياسية، ولعل هذا هو الدافع وراء قبول وقف إطلاق النار للاستفادة من الهدنة فى تدبير خطوات جديدة لاستهداف عناصر وقادة حماس بأساليب مغايرة ومفاجئة مستقبلا .. بعد أن فشلت عبارات السخرية من قيادات الحركة وأصبحت جمل "القضاء على حماس" خالية من التأثير وفقدت مفعولها.
ولاتزال المخاوف تراود الخبراء من قدرة الهدنة الأخيرة على تقويض زخم الهجوم الإسرائيلي على غزة ومحيطها .. فقد اتفق العديد من المراقبين العسكريين على أن العملية الإسرائيلية أربكت حماس عسكريا، حيث تم تسجيل تراجع في عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل، ولم يعد يتم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة كما كان عليه الحال في بداية الحرب .. وفي هذه الأثناء، شرعت إسرائيل في اجتياح مواقع إطلاق الصواريخ وتحييد أنفاق حماس .. وهى الآن تخطط لمحاصرة الحركة الفلسطينية لمضاعفة فرص تحرير المحتجزين،
وعلى الرغم من الهدنة بمؤشراتها الإيجابية، في عودة الهدوء إلى المنطقة، فمن المرجح استئناف المعارك وتجدد التوتر ما لم يحترم الطرفان (إسرائيل وحماس) بنود الاتفاق، علما بأن الرهان حاليا على الرأي العام الأمريكي وخاصة الناخبين الشباب، مع قرب الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل، وانتشار حالة الاستياء من مستوى الدمار في غزة .. وفى هذا الصدد يمارس المواطن الأمريكى ضغوطه على إدارة الرئيس جو بايدن لتحريك الموقف فى الشرق الأوسط، وبدأت تؤتى ثمارها نسبيا بعد أن رفض الرئيس مشروع قانون من مجلس النواب يعزز مساعدة إسرائيل في رسالة شديدة اللهجة بضرورة الالتزام يالهدنة المقترحة تحت رعاية مصر وقطر والولايات المتحدة.
ومع بدء تنفيذ شروط التهدئة، لاتزال الاحتمالات مفتوحة بين إسرائيل وحماس على سيناريوهات مباغتة ويمكن أن تفسد الاتفاق وتنسف صفقة تبادل الأسري برمتها لاسيما وأن كل طرف يصعد من الحرب الإعلامية وينفخ فى "نار" الإمدادات العسكرية والدعم اللوجيستي تحسبا لاشتعال القتال مجددا ولرفع درجة التأهب .. وضمان نجاح الهدنة واستمرارها نهائيا مرتبط بصدق أطراف المعادلة فى تنفيذها واحترام شروطها ثم التوقف تماما عن صيغ التصعيد والتلويح بالسلاح.