كتبت هاجر أحمد
لم يأت ذكرهما في القرآن سوي في سورة البقرة في الآية التي تتحدث عن السحر "
"وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ).وغالبيتنا قرأ هذه الآية وقليلون هم من توقفوا عند هاروت وماروت ليعرفوا قصتهم.
فمن هما هاروت وماروت وما علاقتهما بنبي الله سليمان و علاقتهما بالسحر
تبدأ الأحداث في عهد نبي الله الملك سليمان في مدينة بابل بالعراق هناك حيث نبذ اليهود كتابهم واتجهوا الي السحر والشعوذة و استعانوا في ذلك بالشياطين التي كانت تصعد الي الفضاء وتسترق السمع لأحاديث الملائكة وتنقل الأخبار إلى الكهنة الكافرين ،الذين يزعمون بأنهم يعلمون الغيب ويخبرونهم بالمستقبل، حتي ظن الجميع أن الجن والشياطين تعلم الغيب.
حينها انزل الله الملكين هاروت وماروت رحمة منه وبلاء وموعظة للناس، ولكي يستطيعوا أن يفرقوا بين السحر و المعجزات التي اختص الله بها عبده ونبيه سليمان.
وما علم هاروت وماروت أحدا السحر حتي يحذروه ، مؤكدين أن ما هذا إلا بلاء من الله وأن من تعلم السحر واعتقد به وعمل به فهو كافر مخلدا في جهنم ، ومن تعلمه ولم يمارسه وصبر علي هذا البلاء فهو في الجنة، وكان الناس يتعلمون من السحر ما يؤذيهم و ما يفرق بين المرء وزوجه ولا يستطيعون أن يضروا أحد إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
وقد انزل الله هذه الآيات في كتابه بعد أن قال اليهود أن محمداً صلى الله عليه وسلم يدعي أن ابن داود (سيدنا سليمان) كان نبياً وكانوا يرونه ساحرا سخر الجن والشياطين لخدمته .، فأنرل الله آيات بينات تنفي الكفر مطلقا عن نبي الله سليمان وتؤكد أن الذين كفروا هم الشياطين
الروايه اليهوديه "التلمودية"
يُقال أنه في عصور مضت تعجبت الملائكة من طغيان البشر وارتكابهم المعاصي والذنوب فطلبا ملكين هما شمحزاي وعزازيل أن ينزلا إلى الأرض، مختبرين إيمانهم بعد أن غُرس فيهم شهوة الدنيا، وحين نزلا الأرض عبدا وسبحا ومجدا الله حتي أتى ذلك اليوم الذي ارتكبا فيه المعاصي والكبائر بسبب فتاة رائعة الجمال يقال لها في التلمود "استير" او "الزهرة" في اللغة العربية.
هذه الفتاة طلبت منهما أن يُعلمها إسم الله الاعظم الذي يصعدان به الي السماء فرفضا ، فعرضت عليهم أن يعبدا الأصنام في مقابل أن تسلم نفسها لهم ولكن رفضا، فعرضت عليهم قتل فتي صغير فرفضا قتل نفس بريئة، وفي النهاية عرضت عليهما شرب الخمر وقد وافقا بعد أن ظنوا أنه أهون الشرور ، وبعد أن شربا عبدوا الأصنام وأفصحوا وهم في غمرة سُكْرِهما عن إسم الله الذي يصعدان به الي السماء و اقترفا الزنا معها وحينها شهدهما غلام مار قتلاه خوفا من الفضيحة، وبعدها استطاعت تلك الفتاه أن تصعد إلى السماء ومسخها الله إلى كوكب الزهرة
.