كتبت: رؤى حسنين
أثارت التكهنات حول إمكانية اتخاذ قرار تحرير سعر صرف العملة " تعويم الجنيه"، اليوم الخميس خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية للبنك المركزي، الجدل في مجتمع الاعمال حول صحة اتخاذ هذا القرار من عدمه، حيث رأى البعض أن الإقدام على التعويم حاليا سيزيد الوضع سوءا، وسيؤدي الى مزيد من التضخم وارتفاع الاسعار، وقد لا يفلح في السيطرة على السوق السوداء كما هو مستهدف، فيما رأى اخرون أن التعويم خطوة حتمية للقضاء على السوق السوداء ومنع تداول سعرين للعملة الواحدة، مشيرين إلى أن تحرير سعر صرف الدولار على سعر عادل وحقيقي وهو الاقرب للمتداول حاليا بالسوق السوداء ، من شأنه القضاء عليها تماما وعودة الاستقرار للاسواق.
قال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، أن اقدام البنك المركزي على قرار تحرير سعر الصرف " تعويم الجنيه"، خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية اليوم الخميس، سيكون له اضرار سلبية كبيرة، وان جوانبه الايجابية ستكون محدودة للغاية.
واوضح البهي ل" المصير" ان التعويم يؤدي إلى زيادة التضخم وارتفاع الاسعار، وسيكون له تكلفة باهظة سيدفعها الجميع بدء من البسطاء وحتى كبرى الشركات.
وشكك في قدرة هذا القرار في السيطرة على السوق الموازية للعملة " السوق السوداء"، متوقعا ان قدرته ستكون محدودة ومؤقتة في ضبط سعر العملة ، وستعود مؤشر سعر الدولار للارتفاع مرة اخرى بالاسواق غير الرسمية.
من جانبه ، قال بهاء العادلي رئيس جمعية مستثمري بدر بالاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ، ل " المصير" أن الوقت غير مناسب لاتخاذ قرار التعويم، وذلك لعدم توفر السيولة الدولارية اللازمة لاتخاذ هذه الخطوة، ذلك إلى جانب الارتفاع الشديد في سعر الدولار بالسوق الموازية، ما يجعل أي سعر رسمي يتم طرحه بعد التعويم ليس جاذبا بالقدر الكافي للسيطرة على السوق السوداء والتي لامس السعر الدولار فيها 70 جنيها.
وأضاف أن التعويم سيكون له تداعيات مؤثرة على عناصر التكلفة الانتاجية، ما سيدخل السوق في حال من الارتباك الاضافية وعدم الاستقرار.
فيما قالت الدكتورة داليا السواح نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن تحرير سعر الصرف ضرورة ليتماشى مع السعر الرسمي المتداول والحقيقي لقيمة الدولار لمنع وجود سعران للعملة في السوق.
واوضحت السواح، أن التجارة في الدولار أصبحت متداولة بشكل كبير بين الأفراد، كما أن معظم التجار احجموا عن البيع او تسعير منتجاتهم نتيجة الارتفاعات الكبيرة لسعر الدولار وبالتالي لابد من تحرير كامل.
وقالت إن رفع أسعار الفائدة لن يؤدي إلى تعزيز قيمة الجنيه ولكنه محاولة لتقليل التضخم من خلال جمع أكبر قدر ممكن من الجنيه، مشيرة أن جمع السيولة سيؤدي إلى مزيد من الركود في البضائع لأنه يقلل من الطلب عليها.