تمت مناقشة رسالة ماجستير في كلية التربية النوعية جامعة القاهرة يوم الخميس بعنوان "دور قنوات اليوتيوب المتخصصة في تشكيل الوعي الثقافي للأطفال" دراسة تطبيقية على قناة المركز القومي لثقافة الطفل على اليوتيوب، قدمتها الباحثة هالة أحمد عزت حامد محمد البري بقسم الإعلام التربوي، بإشراف أد.ثروت فتحي كامل أستاذ الصحافة ورئيس قسم الإعلام التربوي، الدكتورة مروة مصطفى فرغلي مدرس الصحافة بالقسم، وقد ناقشها كل من الدكتورة ماجدة مراد أستاذ الإذاعة والتليفزيون مناقش داخلي، ومناقش خارجي الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، وقد حصلت الباحثة على درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بالتبادل مع الجامعات المصرية والعربية لأهمية الرسالة.
وقد تناولت الرسالة دور قنوات اليوتيوب المتخصصة في ظل التطور الهائل لتكنولوجيا الاتصال الحديثة، وتغير نظرة المجتمع تجاه وسائل التواصل الاجتماعي واعتماد الإنسان عليها في شتى نواحي حياته العملية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، في رفع مستوى الوعي لدى الأطفال. وبخاصة أن قنوات اليوتيوب أصبحت تشغل حيزاً في حياة الأطفال في مختلف الأعمار بداية من سن ما قبل المدرسة، لما يجدون فيه من متعة عبر ملايين الفيديوهات في المجالات كافة، ولما يجده الأهل من سهولة في تقديم المحتوى التربوي والثقافي والترفيهي المناسب لأطفالهم بشكل جذاب ودون عناء.
وقد تم التطبيق على قناة المركز القومي لثقافة الطفل على اليوتيوب كجهة حكومية رسمية تصنع وتقدم برامج متخصصة للأطفال، ويمتد عملها لأكثر من 44 عاماً في مجالات ثقافية متنوعة، تندرج تحت أبعاد الوعي الثقافي المختلفة.
وتتبلور أهمية هذه الدراسة من خلال الدور الذي يؤديه الوعي الثقافي في حياة الأطفال الذين يمثلون مستقبل أي مجتمع، فبدون الوعي الثقافي يصبح الأطفال عرضة لأي استقطاب فكري، ومن خلال الأهمية التي تحظى بها قنوات اليوتيوب وتعامل الأطفال وأسرهم معها كموقع ترفيهي وتثقيفي وتعليمي، وكذلك قلة الدراسات العربية التي تناولت دور قنوات اليوتيوب وتحديداً القنوات المتخصصة في تشكيل الوعي الثقافي للأطفال.
وقد أكدت نتائج الدراسة ثقة المبحوثين في قناة المركز القومي لثقافة الطفل على اليوتيوب كقناة رسمية متخصصة تتبع جهة حكومية، وقد أثبتت الدراسة وجود علاقة طردية بين تعرض الأطفال في المرحلتين العمريتين من 9 إلى أقل من 12 سنة، ومن 12 إلى 15 سنة وبين درجاتهم على مقياس الوعي الثقافي، أي أنه كلما زاد تعرضهم للقناة زاد وعيهم الثقافي.
كما أكدت أن تشكيل الوعي الثقافي للأطفال من خلال قناة المركز القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة بوزارة الثقافة المصرية، قد جاء نتيجة محصلة لمجهودات حثيثة ومضنية، وعمل منتظم ومكثف، بشكل علمي مدروس وموجه، معتمداً على استخدام عناصر جذب محببة للأطفال؛ حيث استخدمت القناة الصور، والخلفيات المتحركة والثابتة، والعرائس، والموسيقى، والأغاني، والمؤثرات الصوتية، والرسوم المتحركة.
وبطريقة جذابة، وأسلوب غير مباشر، ولغة سلسة، مع مراعاة سن الجمهور المستهدف للتعرض لليوتيوب، حتى يحدث الأثر المطلوب وهو تشكيل الوعي الثقافي للأطفال من خلال غرس وترسيخ القيم؛ كالتذوق الفني، والانتماء، والمسئولية، والعمل، وقبول الآخر، والتعاون. ومن خلال توجيه السلوك نحو ممارسة الهوايات، والمحافظة على البيئة، وإيجاد حلول للمشكلات، والمحافظة على البيئة، والقدرة على اتخاذ القرار، والمساهمة في تطوير المجتمع، والتشجيع على التعلم، والمحافظة على الآثار، كما عمدت القناة إلى تعميق المعارف واكتساب المعلومات. إضافة إلى عرض ومناقشة القضايا المختلفة كالتعليم والتعلم في مواجهة الجهل، وقضية الفساد الاجتماعي بأشكاله كافة، وقضية التلوث، وقضية التغيرات المناخية.