رحل حاتم صادق زوج الدكتورة هدي جمال عبدالناصر، وربما لا يعرف كثيرون أنه قبل أن يبدأ مشواره الطويل في العمل البنكي متنقلاً لرئاسة عدة بنوك كبرى، مثل البنك العربي وبنك عوده، كان اول مدير لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الذي قرر هيكل تأسيسه الاهرام، واستمر في رئاسته في الفترة من عام ١٩٦٩ حتي ١٩٧٤ و بناء على ذلك تقدم للقيد عضوا بنقابة الصحفيين.
وحين أصبحت عضوا بمجلس النقابة عام ١٩٩٥ كانت تثار من حين لآخر مسألة استمرار عضوية حاتم صادق رغم انخراطه في العمل البنكي بل واصبح أحد القيادات البارزة فيه.
كان أحد اعضاء المجلس يستخدم هذا الأمر لتمرير قبول عضوية البعض ممن يتوقف عندهم زملاء اخرين من اعضاء المجلس لعدم توفر بعض شروط القيد عليهم، وعلي طريقة اشمعنى حاتم صادق !! وبدا لي الأمر غريبا، فلماذا تستمر عضويته وقد توقف عن ممارسة المهنة و تحول للعمل في مجال اخر مما يسقط معه الشرط الاساسي لاستمرار القيد ؟ وهل هو فوق القانون؟ ثم وماذا يستفيد هو من ذلك؟ بل و إلى متي يستمر استغلال البعض لهذا لتحقيق مصالح علي حساب القيد في النقابة ؟!
صممت خلال اجتماعات المجلس علي اقتحام الموضوع وطرحه بإلحاح و التأكيد على ضرورة تطبيق القانون. وفوجئ بعض اعضاء المجلس بموقفي اعتقاداً منهم انني سوف أْغلب الحساب السياسي علي دوري النقابي. و قررت التواصل مع الراحل حاتم صادق الذي كان ودودا ودمث الخلق عندما بادرت بالاتصال به، ودون سابق معرفة او لقاء، و شرحت له الموقف ورأيي في عدم قانونية استمرار عضويته، فسألني لماذا تركوا عضويتي طوال السنوات الماضية دون لفت نظري لذلك؟!
وتسائل هل إثارة الموضوع الأن وراءه بعض اعضاء المجلس من المنتمين لتيار الإسلام السياسي ؟
قلت له لا بل هؤلاء يحرصون علي استمرار عضويتك لاستغلاله في قيد من يريدون، اضافة الي الإساءة السياسية لشخص ينتسب لرمز كبير هو جمال عبدالناصر !!.. وشرحت له مخالفة استمرار قيده للقانون، كما أن الامر علاوة علي ذلك يسئ اليه والي كل مايمثله، فرد وانا لا أريد ذلك واحرص علي احترام القانون بل واشكر حرصك والمبادرة بلفت نظري. وفعلا بادر في اليوم التالي بارسال خطاب يطلب فيه نقله الي جدول غير المشتغلين.
وكانت تعمل في مكتبه بالبنك العربي مساعدتين انتقلن معه للعمل بعد أن تقدمن بالاستقالة من الأهرام فطلب منهما ان يفعلا مثله واغلق هذا الملف. تغمده الله برحمته وخالص العزاء للدكتوره هدي عبدالناصر وكل اسرته والهمهم جميعا الصبر في فقدهم لرجل أدي دوره في الحياة بعطاء كبير، وسجل مواقف يفتخرون بها.