رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

شريف سمير يكتب : ”السفاحون” أمام محكمة ”الفن” الدولية!!

المصير

الأحد, 7 يناير, 2024

02:51 م

من غزارة المعلومات، وتدفق الأخبار يوميا عن حرب الإبادة الجماعية فى غزة .. تتنوع المشاهد الملهمة وتتكاثر القصص الإنسانية بلقطاتها المدهشة .. وتقفز أمام أعيننا هيئة صقور السياسة ورؤوس أفاعى الاحتلال على مقاعدهم المريحة وهم يصدرون القرارات ويطلقون التصريحات والرسائل النارية فى هدوء أعصاب وبرود ملامح .. وبجرة قلم، تدمر منازل وتقتل أرواح وتدفن حضارات فى مقابر الغزو!!.


فكرت فى كل هذا وذاك، بصوت عال مع صديقى الفنان العصامى محمد مهدى، الذى وهب المتبقى من حياته ومشواره لعلاج المرضى النفسيين .. ولأنه من الجيل الذهبى العاشق لتراب القوى الناعمة بكل فلسفتها ونبل مبادئها، دار الحديث بيننا حول عمل فنى متكامل يتناول سيناريوهات غزة الخبيثة بتجسيد حى ومتقن لشخصيات يهودية مؤثرة فى صنع القرار العالمى .. وتركز أحداثه على رسم صورة ذهنية صادقة ومعبرة بذكاء وحرفية عن عالم اللوبى الصهيونى وكيف يحكمه "لصوص التاريخ" ال ٥ نجوم، وهذه المنطقة الحمراء لايقترب منها إلا كتيبة شجاعة من المثقفين والموهوبين فى الكتابة وتوظيف تكنيكات الإخراج لخلق حالة تليفزيونية بديعة التكوين والبناء الدرامى .. حالة تكشف أنياب "السفاحين" حتى وهم فى برواز السلطة الأنيق المنقوش بدماء الأبرياء!!.


ولمس الحوار مع صديق العمر نقطة جوهرية تتمثل فى تجنب إكلشيهات تقليدية وساذجة فى طرح النموذج اليهودى على نحو كاريكاتيرى .. وما المانع فى أن تتأسس أعمدة التجربة على الحياة داخل تل أبيب، واستعراض أساليب إدارة الحروب والتخطيط الجهنمى لزرع الفوضى والخوف فى العالم بأسره، وتلك هى أفضل وسيلة إعلامية لفضح ممارسات الاغتصاب والحصول على مادة وثائقية تاريخية تنصف القضية الفلسطينية إذا كان أشقاؤها عاجزين عن إنقاذها بأوراق السياسة وأسلحة الجيوش وصفقات التطبيع التجارية ... فالفن أثبت سحره المذهل، وبصماته الأقوى والأبقى من كل اجتماعات وقمم الزعماء الوهمية!!