ما أصعب أن يري الإنسان، إنسانا آخر يتألم من المرض أمامه وتبلغ الآلام قسوتها إذا كان المرضي هم الأبناء، فيالها من قسوة ومرارة لاتضاهيها مرارة ولا يعادلها ألم .
هدير ومي فتاتان في عمر الزهور شاءت الأقدار أن تتحمل الأم المرض النفسي الذي تعاني منه "هدير" و"مي" وكانتا دائمتي التشاجر مع الأم، بدون أسباب سوي فقط المعاناة النفسية .
وفي يوم عصيب، تعالت فيه الأصوات واشتد فيه النحيب. وبلغت القلوب الحناجر وحدث مالم يحمد عقباه حيث تشاجرت الفتاتان، مع الأم المكلومة وأصابت إحداهما الأم بجرح قطعي بسكين في يديها في ظل تلك المشاجرة وعقب ذلك تضاعفت معاناة الفتاتين لما حدث لوالدتهما، وأقدمتا علي الانتحار بالقفز من نافذة الشقة السكنية بالطابق التاسع مما أسفر عن مصرعهما في الحال.
وكان اللواء محمد شرباش مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج تلقي إخطارًا من رئيس مباحث المديرية يفيد بتلقي قسم شرطة الكوثر بلاغًا بانتحار فتاتين بمنطقة أبراج الأوقاف دائرة القسم .
وانتقل مأمور وضباط مباحث القسم لمحل الواقعة وبالفحص تبين قيام كل من :- "مي . ح . ع . م" 34 سنة لا تعمل وشقيقتها "هدير . ح . ع . م" 24 سنة لا تعمل ومقيمتان بذات العنوان بإلقاء نفسيهما من نافذة شقتهما بالطابق التاسع مما أدي لوفاتهما، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى أخميم المركزي .
.jpeg)
