في ظل استمرار لعبة الكراسي الموسيقية بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في المرحلة الماضية، ربما تشهد المسابقة منعطفا جديدا في سباق المنافسة على القمة خلال المرحلة المقبلة التي تنطلق غدا الخميس.
وأسفرت المرحلة الـ17 للبطولة عن اعتلاء أرسنال صدارة الترتيب على حساب ليفربول، الذي تراجع للوصافة، وذلك قبل مواجهتهما المرتقبة يوم السبت المقبل على ملعب آنفيلد في قمة مباريات المرحلة الـ18 للمسابقة.
وازداد الصراع على المقدمة اشتعالا في البطولة، بعدما استغل أرسنال تعثر ليفربول، الذي تعادل بدون أهداف مع ضيفه وغريمه التقليدي مانشستر يونايتد في المرحلة الماضية، لينقض على القمة بفضل فوزه الثمين 2 / صفر على ضيفه برايتون.
وبات أرسنال، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2003 / 2004، على الصدارة حاليا برصيد 39 نقطة، بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه ليفربول، الذي يرغب أيضا في الظفر بالبطولة العريقة التي غابت عنه في المواسم الثلاثة الماضية.
ودخل أستون فيلا بقوة في السباق أيضا عقب انتصاره الصعب 2 / 1 على مضيفه برينتفورد في المرحلة الماضية، ليتقدم للمركز الثالث برصيد 38 نقطة، بفارق الأهداف خلف ليفربول.
وستكون الأضواء كلها مسلطة على لقاء ليفربول وأرسنال، حيث يدخل الفريقان المواجهة من أجل حصد النقاط الثلاث لإنعاش الآمال في الحصول على لقب المسابقة هذا الموسم.
ويرغب ليفربول في عودة انتصاراته على أرسنال، بعدما عجز عن تحقيق ذلك في الموسم الماضي، الذي شهد خسارته 2 / 3 من الفريق الملقب بالمدفعجية في العاصمة البريطانية لندن، قبل أن يتعادل معه 2 / 2 في آنفيلد.
وقبل مواجهتي الموسم الماضي، كان ليفربول يملك اليد العليا دائما في مبارياته مع أرسنال بالمسابقة، بعدما سبق أن فاز عليه في لقاءاتهما الأربعة السابقة.
في المقابل، يبحث أرسنال عن تحقيق انتصاره الأول في ملعب ليفربول ببطولة الدوري منذ 2 أيلول/سبتمبر 2012، عندما فاز 2 / صفر تحت قيادة مدربه الفرنسي الأسبق أرسين فينجر، ليعجز بعدها عن تحقيق أي فوز في آخر 10 لقاءات بينهما في آنفيلد بالمسابقة، حيث حقق خلالها ليفربول 7 انتصارات، بينما تعادلا في 3 لقاءات.
ويدرك لاعبو أرسنال أن الفوز على ليفربول في تلك المواجهة، سيدعم كثيرا حظوظ الفريق في التتويج باللقب هذا الموسم، حيث سيبتعد حينها بفارق 4 نقاط أمام فريق المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي يعد أقوى منافسيه للفوز بالبطولة بالاشتراك مع مانشستر سيتي، صاحب المركز الرابع حاليا، الذي يتأخر عن الفريق اللندني قبل انطلاق تلك المرحلة بفارق 5 نقاط.
وربما يشهد اللقاء مواجهة مصرية خالصة بين محمد صلاح، هداف ليفربول، ومحمد النني، لاعب وسط أرسنال، وذلك حال تعافي الأخير من الإصابة التي تعرض لها خلال لقاء فريقه ضد أيندهوفن الهولندي بدوري أبطال أوروبا، والتي أبعدته عن اللقاء الماضي بالدوري أمام برايتون.
وبينما خاض النني 4 لقاءات فقط في مختلف المسابقات مع أرسنال هذا الموسم بسبب استمرار مطاردة لعنة الإصابات له، فإن صلاح هو النجم الأول لليفربول كعادته منذ انضمامه للفريق في يونيو 2017.
وشارك صلاح في 23 مباراة مع ليفربول في جميع البطولات خلال الموسم الحالي، أحرز خلالها 14 هدفا وقدم 8 تمريرات حاسمة لزملائه، علما بأنه يحتل المركز الثاني حاليا بقائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 11 هدفا، بفارق 3 أهداف خلف النرويجي إيرلينج هالاند، نجم مانشستر سيتي.
ويأمل صلاح /31 عاما/ في زيارة مرمى أرسنال للمباراة الثانية على التوالي بين الفريقين، بعدما أحرز هدفا في لقائهما الأخير بالبطولة في نيسان/أبريل الماضي على نفس الملعب.
وكان أرسنال هو الفريق الأول الذي يهز صلاح شباكه خلال مسيرته بالملاعب البريطانية، وذلك عندما أحرز هدفا خلال فوز فريقه السابق تشيلسي 6 / صفر عليه موسم 2013 / 2014، لتتوالي بعدها أهدافه في مرمى الفريق العاصمي، الذي استقبل 9 أهداف من الفرعون المصري، الذي قدم أيضا 4 تمريرات حاسمة، خلال 15 مباراة.
من جانبه، يخوض أستون فيلا مواجهة سهلة نسبيا أمام شيفيلد يونايتد، متذيل الترتيب برصيد 8 نقاط، بعد غد الجمعة، حيث يتطلع فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري لمواصلة انتفاضته من خلال تحقيق فوزه الرابع على التوالي والسادس في لقاءاته السبعة الأخيرة بالبطولة.
وحال فوزه على شيفيلد ،وهو أمر وارد بشكل كبير ، سينقض أستون فيلا على القمة لعدة ساعات، انتظارا لنتيجة مواجهة ليفربول وأرسنال، وربما تظل صدارته للمسابقة دائمة، حال انتهاء لقاء آنفيلد بالتعادل.
ورغم ذلك، تبدو المفاجآت واردة من شيفيلد، الذي يهدف للخروج بنتيجة إيجابية من ملعب فيلا بارك، في ظل ابتعاده بفارق 6 نقاط خلف مراكز الأمان بالمسابقة.
في المقابل، يغيب مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، عن تلك المرحلة، بعدما تأجلت مباراته ضد ضيفه برينتفورد، بسبب مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حاليا بالمملكة العربية السعودية.
ويطمع فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا في العودة للمسابقة المحلية وهو متوج بلقب مونديال الأندية، حيث يواجه فلومينينسي البرازيلي في المباراة النهائية للمسابقة بعد غد الجمعة.
ويسعى توتنهام هوتسبير، صاحب المركز الخامس برصيد 33 نقطة، لاستمرار صحوته في المسابقة وتحقيق فوزه الثالث على التوالي في مواجهة إيفرتون، المنتفض هو الآخر بالبطولة.
وتغلب توتنهام على نيوكاسل يونايتد ونوتنجهام فورست في المرحلتين الماضيتين، ليتعافى من نتائجه الهزيلة التي تسببت في حصوله على نقطة وحيدة في لقاءاته الخمسة السابقة بالبطولة، حيث يتطلع الفريق الآن للعودة للدخول إلى المربع الذهبي في جدول الترتيب، ولو بصورة مؤقتة، مستغلا غياب مانشستر سيتي.
ولن يكون إيفرتون بالصيد السهل للفريق اللندني، بعدما فاز بمبارياته الأربع الأخيرة، ليصبح في المركز السادس عشر برصيد 16 نقطة، علما بأنه تعرض لخصم 10 نقاط من رصيده بالبطولة في وقت سابق بسبب انتهاكه قوانين اللعب المالي النظيف.
وعقب تحقيقه فوزا وحيدا في مبارياته الأربع الأخيرة، يحل مانشستر يونايتد، صاحب المركز السابع برصيد 28 نقطة، ضيفا على ويستهام يونايتد، الذي يحتل المركز الثامن، بفارق نقطة خلف الفريق الملقب بالشياطين الحمر.
ويطمح الهولندي إريك تين هاج، مدرب مانشستر يونايتد، لاستغلال التعادل الذي حققه فريقه من ملعب ليفربول في المرحلة الماضية، رغم الغيابات العديدة التي عانى منها، للبناء على لقاءات الفريق المقبلة، في ظل سعيه للتقدم للمراكز الأربعة الأولى المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وتنطلق مباريات تلك المرحلة غدا بلقاء كريستال بالاس مع ضيفه برايتون، في حين يلعب فولهام، المنتشي بصعوده للدور قبل النهائي لبطولة كأس رابطة الأندية المحترفة، مع ضيفه بيرنلي، ويلتقي لوتون تاون مع ضيفه نيوكاسل، ونوتنجهام فورست مع بورنموث يوم السبت القادم.
وتختتم لقاءات المرحلة، بلقاء تشيلسي، الصاعد أيضا للمربع الذهبي في كأس الرابطة، مع مضيفه وولفرهامبتون، حيث يحاول الفريق الأزرق، الذي يحتل المركز العاشر برصيد 22 نقطة، للتقدم نحو مراكز المقدمة للعودة مجددا للمشاركة في البطولات القارية الموسم القادم.