أثارت الدكتورة أماني الطويل، خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بتصريحاتها حول موضوع الحرب في السودان جدلا واسعا بين العامة، حيث أكدت ان هناك ٦ مليون لاجئ سوداني في مصر.
وأضافت أن الحرب الجارية في السودان تدمر مقدرات الدولة وبنية تحتية مهمة جدًا في السودان، مشيرة إلى حالة البنية التحتية في السودان ضعيفة ومتهالكة بالأساس، والثمن الإنساني باهظ جدًا بها.
وأوضحت "الطويل"، أن الأسر الموجودة في السودان تبحث عن الخروج من السودان خلال الفترة الحالية من أجل تعليم أولادها، مؤكدة أن هناك تفشي لفيروس الكوليرا في 4 ولايات بالسودان، كما أن هناك 11 مليون نسمة على شفى المجاعة وأطفال شبه جوعى.
وأشارت إلى أن أعداد اللاجئين السودانيين يصل لـ6 مليون، وهذا الرقم يمثل لجوء ونزوح داخل وخارج البلاد، موضحة أن القوى السياسية في السودان لها صوت قوي ونفذت أكثر من اجتماع ومن المفترض أن يكون هناك اتفاق سياسي بين كل الأطراف وهناك تواصل مع واشنطن لحل الأزمة، مؤكدة أن هناك قيادات في هذه الحرب لم تسمع معاناة شعبها ولا يسمعوا للمدنيين والسياسيين ايضًا.
وللحديث عن هذا الموضوع يقول الكاتب و المحلل السياسي السوداني سيبويه يوسف، أن أعداد السودانيين في مصر ما يقارب 6 مليون نسمة حسب إحصائيات غير رسمية ،ويعتبر الوجود السوداني في مصر قديم بعمق العلاقات الأزلية التي تجمع بين السودان ومصر، وبالامكان تقسيم هؤلاء علي مراحل مختلفة عبر الحقب الزمنية، ويوجد في مصر أكبر جالية سودانية منذ القرن الماضي وربما القرن الذي يسبقه وارتبطت تلك الجالية بالجيش المصري والإنجليزي في عشرينيات القرن الماضي بما يعرف بسلاح الهجانة ، وبعدها تسببت الكوارث الطبيعية والحروب في لجوء أعداد كبيرة من السودانيين إلي مصر.
وأضاف "يوسف"، في تصريحات خاصة لـ المصير، أنه تظل مصر الملاذ الآمن السودانيين طيلة العقود السابقة والوجهة المناسبة من أجل العلاج والتجارة والاستثمار لما يربط بين شعبي وادي النيل من عوامل التاريخ و الجغرافيا والمصير المشترك.
وتابع "يوسف" انه توجد في القاهرة جمعيات سودانية قديمة وأبرزها جمعية "صاي" ومقرها في حي عابدين في وسط البلد، بجانب عدد من الرموز التاريخية السودانية التي عاشت في مصر أمثال البطل علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وغيرهم من الضباط السودانيين الذين تم نفيهم لمصر إبان الإستعمار الانجليزي للسودان.
واختتم حديثه قائلا: "بعد حرب ١٥ إبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع لجأ ما لايقل عن إثنين مليون سوداني لمصر هربا من الحرب وويلاتها، وسمحت السلطات المصرية بتدفق أعداد كبيرة من السودانيين وتسهيل إجراءات دخولهم بكل يسر.