كتبت- فيفيان محمود
بعد فشل المحاولات الكثيرة للاحتلال في تضليل الرأي العام من خلال نقل صور غير حقيقية عن الأوضاع في غزة بحثا عن الانتصار دون جدوى، وفي ظل بوادر الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصبح الحديث الدائر حاليا عن سيناريوهات المرحلة المقبلة وكيفية إنهاء الحرب.
وحول هذه السيناريوهات قال إبراهيم الدراوي الباحث في الشؤون الفلسطينية، إن ما يحدث في غزه مؤخراً خاصة تمكن المقاومة الفلسطينية من أن تكبد الجيش الإسرائيلي الكثير من الخسائر سواء كانت في الأرواح او فى المعدات، جعل بنيامين نتنياهو يتواصل مع الجانب المصري لإجراء وساطة مصرية قطرية أمريكية لوقف إطلاق النار، وعمل صفقة تبادل الأسرى في هذا التوقيت.
وأشار الباحث في الشؤؤون الفلسطينية إلى أن هذا مرجعه، أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت مهلة لبنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب قبل بداية شهر يناير المقبل، خاصة أن السباق الرئاسى سيبدأ في يناير لإجراء الانتخابات الأمريكية في نهاية عام ٢٠٢٤، ولذا فإن وقف العدوان سيكون في المقام الأول لصالح أمريكا لأن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت من المخزون الاستراتيجي للجيش الأمريكي أسلحة لإسرائيل، وبالتالي تسبب ذلك في غضب شديد من شخصيات من الحزب الجمهوري والديمقراطي وأيضاً من بعض الجمهور الأمريكي ضد إدارة بايدن في هذا التوقيت.
وأوضح أن إدارة جو بايدن حتى هذه اللحظة لم تحصل على صورة واضحة من حكومة بنيامين نتنياهو، بشأن تصورها بعد انتهاء الحرب، أو حتى هل هي قادرة على إنهاء الحرب كما تريد أم لا، وكذلك التوقيت اللازم لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن أهداف إسرائيل من دخول قطاع غزة والمتمثلة في عودة الأسرى، والقضاء على حركة حماس كلها أشياء لم يحققها الجانب الإسرائيلي.
ولفت الدراوي إلى أن الأمر الآخر الداخلي بالنسبة لإسرائيل والذي أجبر بنيامين نتنياهو أن يطالب مصر بالتوسط في تهدئة جديده وصفقة أسرى جديدة، هو ضغط أسر الأسرى لدى حركة حماس من الإسرائيليين الذين يجتمعون كل يوم سبت عند منزله، وهذا يسبب أرق حقيقي للحكومه الإسرائيلية لدرجة أن بن غفير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يسب ويلعن في الشوارع، وحتى بنيامين نتنياهو في هذه اللحظة لا يستطيع الخروج لأي سبب كما كان يفعل في السابق، لأن الجمهور الإسرائيلي دائم السب له، فأصبحت الظروف الآن في الداخل الإسرائيلي تضغط علي بنيامين نتنياهو.
وأكد الباحث الفلسطيني أن المقاومة أثبتت قدرتها على الصمود وإطلاق الصواريخ حتى هذه اللحظة، وأربكت الجانب الإسرائيلي سواء داخلياً أو في المعركة داخل قطاع غزة، وهو الأمر الذي جعل بنيامين نتنياهو يطلب التوسط لكي يخرج تكتيكيا في هذا الشهر، وأن تكون التهدئه للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
ولفت إلى التغير في الموقف الغربي الذي كان مناصر بشكل كبير وبشكل كلي لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر الماضي، مضيفا، أصبحنا نجد أن الولايات المتحدة منفردة تستخدم حق الفيتو فقط، وبريطانيا تمتنع عن التصويت، بينما الدول الأخرى صوتت بقرار وقف إطلاق النار علي قطاع غزة.
وقال إنه ولأول مره في تاريخ مجلس الأمن يفترق الحليفان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهو إن دل فإنما يدل على أن الدبلوماسية العربية وتحديدا المصرية استطاعت أن تصل لتغيير الموقف الفرنسي بشكل كامل وأيضاً المواقف الغربية بشكل متدرج لكن في بريطانيا كان هناك تغيير واضح بعدم التصويت مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعتبر مكسب حقيقي للدبلوماسية المصرية والعربية خاصة مجلس وزراء الخارجية الذي كون بعد القمة العربية الاسلامية في الرياض.
وأوضح الدراوي أن المشهد في الفترة المقبله من المتوقع أن يزداد سوءا، خاصة أن بنيامين نتنياهو يريد أن يحدث اكبر خسائر ممكنة لدى الفلسطينين، وليست المقاومة فقط، ويتعامل مع الشعب الفلسطيني كله بشكل يؤكد رغبته في عدم تواجدهم على وجه الارض، كما أن هناك وزراء لدى حكومة نتنياهو لا يريدون الشعب الفلسطيني، وهناك من هددهم بالقنابل الذرية، وأن هؤلاء ليسوا ببشر ولكنهم حيوانات من وجهه نظر الاحتلال، وبالتالي اكبر الخسائر ستشهدها الأيام القليلة المقبلة لأن بعدها سيضطر بنيامين نتنياهو إلى الخروج من قطاع غزة وهذا سيحدث إرباك لديه في الساحة الداخلية، وستكون نهاية بنيامين نتنياهو بداية العام المقبل.