كانت ومازالت مأساة غزة والعدوان الإسرائيلي عليها بمثابة خنجر مغروس في قلب كل مواطن مصري وعربي، وفي وسط كل هؤلاء يقف الفنانون، الجميع يغلفه الحزن وتصيبه الحيرة أمام التساؤل المطروح، كيف أواصل تقديم الأعمال الفنية والمشاركة فيما يقام من فعاليات في ظل تلك الأحداث الدامية.
كان هذا السؤال مطروحا منذ بدء الأحداث في السابع من أكتوبر، ولكن ازدادت حدته الآن بعد أن أعلن صناع مهرجان الجونة عن إقامته بعد تأجيله لما يقرب من الشهرين بسبب حرب غزة، وهو ما جعل الفنانين ينقسمون إلى فريقين ما بين مشارك ومعتذر جمعهم خيط واحد حيث لم يزايد أحدهم على الآخر وكل منهم تفهم موقف الآخر، ففي حين أعلنت رانيا يوسف عن مشاركتها وقالت إن الفنانين يدعمون القضية الفلسطينية لكن ليس من المنطقي أن تتوقف الحياة، أبدت الفنانة مادلين طبر نيتها في الاعتذار بسبب الحالة النفسية التي تمر بها بسبب الأحداث رغم اتفاقها على ضرورة استمرار الحياة.
وقالت الفنانة رانيا يوسف في تصريحات خاصة لـ "المصير"، لابد من إقامة المهرجانات، والمظاهر الفنية المختلفة، وهناك أمثلة كثيرة حولنا، مثل مهرجان البحر الأحمر في السعودية، ومهرجان قرطاج بتونس، ولابد من إقامة المهرجانات، وغيرها مما يتعلق بالفن وصناعته، لما لها من أهمية أقتصادية، فالفن مثل غيره من المهن التي تعتبر مصدر رزق للعديد من الأشخاص.
وأضافت: الفن مهم للمود العام، وماذا لو أستمرت هذه الحرب لمدة 20 عام؟ هل ستتوقف الحياة وسنظل في اكتئاب، لابد أن ننظر للفن بشكل أعمق من ذلك، فالمهرجانات من المؤكد أنها تدعم بعض القضايا، من خلال الأفلام المشاركة به، والتي من الممكن أن تكون أفلاما فلسطينية تتحدث عن القضية.
واستكملت حديثها قائلة: عندما كنا نحارب، كانت أم كلثوم تغني وتقيم حفلات عديدة لدعم الحرب، "فالحياة غصب عننا لازم تمشي وتستمر". وهناك زملاء فنانين فلسطينين، داخل مصر وخارجها يمارسون عملهم، نحن ندعم القضية الفلسطينية، ونقدم ما نستطيع لنصرتها، لكن ليس من الطبيعي أن تتوقف الحياة.
في المقابل أكدت الفنانة مادلين طبر أنها في حالة نفسية وعصبية سيئة بسبب الأحداث مما لا تستطيع معه المشاركة في فعاليات المهرجان في حال دعوتها إليه.
وقالت مادلين في تصريحات خاصة لـ " المصير" : في الحقيقة أنا مش في المود بسبب ما يحدث، من قتل وخراب ودمار، في فلسطين ولو اتعزمت على المهرجان مش هروح أعصابي تعبانة".
وأضافت: "ليس لدي طاقة، وعندما صرح سلام بما يشعر به فهمته، لأنه لدي نفس الحالة، ولكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أحجر على رأي أحد، وأرى أنه لا يجب أن نجمد المظاهر الحضارية والفوتابعت: "أحيهم على اتخاذ قرار عودة المهرجان، لكن أنا كمادلين مش قادرة، لكن هناك من يستطيع، ولا ألوم عليه".